responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد المفضّل نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 143

ينكر هذه الفلوات [١] الخاوية والقفار الموحشة فيقول ما المنفعة فيها فهي مأوى هذه الوحوش ومحالها ومراعيها ثم فيها بعد تنفس ومضطرب للناس إذا احتاجوا إلى الاستبدال بأوطانهم فكم بيداء وكم فدفد [٢] حالت قصورا وجنانا بانتقال الناس إليها وحلولهم فيها ولو لا سعة الأرض وفسحتها لكان الناس كمن هو في حصار ضيق لا يجد مندوحة عن وطنه إذا أحزنه أمر يضطره إلى الانتقال عنه.

ثم فكر في خلق هذه الأرض على ما هي عليه حين خلقت راتبة راكنة فتكون موطنا مستقرا للأشياء فيتمكن الناس من السعي عليها في مآربهم والجلوس عليها لراحتهم والنوم لهدوئهم والإتقان لأعمالهم فإنها لو كانت رجراجة منكفئة لم يكونوا يستطيعون أن يتقنوا البناء والنجارة والصناعة وما أشبه ذلك بل كانوا لا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم واعتبر ذلك بما يصيب الناس حين الزلازل [٣] على قلة


[١] الفلوات جمع فلات وهي الصحراء الواسعة.

[٢] الفدفد : الفلاة والجمع فدافد.

[٣] الزلازل جمع زلزلة ، وهي من آثار التفاعلات الارضية الحاصلة في بطن الأرض ، وسببها هو سبب تكون البراكين ، وذلك ان مياه البحر تتسرب من خلال طبقات الأرض ، حتى تصل الى عمق تكون فيه درجة الحرارة شدة ، فإذا تبخر الماء بفعل الحرارة طلب له منفذا ، ولا يزال يتراكم على بعضه إلى أن يهدم ما يصادفه أمامه من الحواجز ، فترتج له القشرة الأرضية بحسب قوة البخار واندفاعه وهذا ما يسمى بالزلزلة.

نام کتاب : توحيد المفضّل نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست