responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد المفضّل نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 133

والنملة في ذلك تتحرك حركتين مختلفين إحداهما بنفسها فتتوجه أمامها والأخرى مستكرهة مع الرحى تجذبها إلى خلفها فاسأل الزاعمين أن النجوم صارت على ما هي عليه بالإهمال من غير عمد ولا صانع لها ما منعها أن تكون كلها راتبة [١] أو تكون كلها منتقلة فإن الإهمال معنى واحد [٢] فكيف صار يأتي بحركتين مختلفتين على وزن وتقدير ففي هذا بيان أن مسير الفريقين على ما يسيران عليه بعمد وتدبير وحكمة وتقدير وليس بإهمال كما يزعم المعطلة فإن قال قائل ولم صار بعض النجوم راتبا وبعضها منتقلا قلنا إنها لو كانت كلها راتبة لبطلت الدلالات التي يستدل بها من تنقل المنتقلة ومسيرها في كل برج من البروج كما يستدل بها على أشياء مما يحدث في العالم بتنقل الشمس والنجوم في منازلها ولو كانت


[١] راتبة أي ثابتة غير متحركة.

[٢] يحتمل أن يكون المراد ان الطبيعة او الدهر ـ الذين يجعلونهما أصحاب الإهمال مؤثرين ـ كل منهما أمر واحد غير ذي شعور وإرادة ، ولا يمكن صدور الامرين المختلفين عن مثل ذلك .. أو المراد ان العقل يحكم بان مثل هذين الامرين المتسقين الجاريين علي قانون الحكمة لا يكون إلاّ من حكيم راعى فيهما دقائق الحكم .. او المراد ان الاهمال أي عدم الحاجة الى العلة ، وترجح الامر الممكن من غير مرجح كما تزعمون أمر واحد حاصل فيهما ، فلم صارت إحداهما راتبة والأخرى منتقلة؟ ولم لم يعكس الامر .. ولعلّ المعنى الأول الذي ذكرناه أفضل وأقرب.

( من تعليقات البحار )

نام کتاب : توحيد المفضّل نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست