responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 594

خرجت منه مدة من دم و لا قيح و لا استقذره احد رآه و لا استوحش منه احد شاهد و لا تدوّد شي‌ء من جسده، و هكذا يصنع اللّه عز و جل بجميع من يبتليه من انبيائه و اوليائه المكرمين عليه و انما اجتنبه الناس لفقره و ضعفه في ظاهر امره لجهلهم بما له عند ربه تعالى من التأييد و الفرج. و قد قال النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم: اعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الامثل فالأمثل و انما ابتلاه اللّه عز و جل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية اذا شاهدوا ما اراد اللّه أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالى متى شاهدوه و ليستدلوا بذلك على ان الثواب من اللّه تعالى على ضربين استحقاق و اختصاص و لئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه و لا فقيرا لفقره و لا مريضا لمرضه و ليعلموا انه يسقم من يشاء و يشفي من يشاء متى شاء كيف شاء بأي سبب شاء و يجعل ذلك عبرة لمن شاء و شقاوة لمن شاء و سعادة لمن شاء و هو عز و جل في جميع ذلك عدل في قضائه و حكيم في افعاله لا يفعل بعباده الا الاصلح لهم و لا قوة لهم الّا به. انتهى.
قوله صلى اللّه عليه و آله: اعظم الناس بلاء الأنبياء. و من ذلك العظم الضرّ بالضم قال عز من قائل: و أيوب اذ نادى ربه اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين. اذ الضر بالفتح الضر في كل شي‌ء، و بالضم الضرر في النفس. ذكره في الكشاف.
قال علم الهدى في تنزيه الأنبياء: فان قيل أ فتصحّون ما روي من ان الجذام اصابه حتى تساقطت أعضاؤه؟ قلنا: اما العلل المستقذرة التي تنفر من رآها و توحشه كالبرص و الجذام فلا يجوز شي‌ء منها على الأنبياء عليهم السلام لأن النفور ليس بواقف على الامور القبيحة بل قد يكون من الحسن و القبح معا و ليس ينكر أن يكون أمراض أيوب عليه السلام و اوجاعه و محنه في جسمه ثم في اهله و ماله بلغت مبلغا عظيما تزيد في الغم و الالم على ما ينال المجذوم و ليس ينكر تزايد الألم فيه عليه السلام و انما ينكر ما اقتضى التنفير.
قال في مجمع البيان عند قوله سبحانه: «فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران 159):
في هذه الآية دلالة على اختصاص نبيّنا بمكارم الأخلاق و محاسن الأفعال، و من عجيب امره صلى اللّه عليه و آله انه كان اجمع الناس لدواعي الترفّع ثم كان ادناهم الى التواضع و ذلك انه كان اوسط الناس نسبا و أوفرهم حسبا و اسخاهم و اشجعهم و ازكاهم و افصحهم و هذه كلّها من دواعي الترفع. ثم كان من تواضعه انه كان يرقع الثوب و يخصف النعل و يركب الحمار و يعلف الناضح‌
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 594
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست