responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 319

المسألة الحادية عشرة في حسن التكليف و بيان ماهيته و وجه حسنه و جملة من أحكامه‌
قال: و التكليف حسن لاشتماله على مصلحة لا تحصل بدونه.
أقول: التكليف مأخوذ من الكلفة و هي المشقة. و حده إرادة من تجب طاعته على جهة الابتداء ما فيه مشقة بشرط الإعلام و يدخل تحت واجب الطاعة الواجب تعالى و النبي ع و الإمام و السيد و الوالد و المنعم و يخرج البواقي.
و شرطنا الابتداء لأن إرادة هؤلاء إنما تكون تكليفا إذا لم يسبقه غيره إلى إرادة ما أراده و لهذا لا يسمى الوالد مكلفا بأمر الصلاة ولده لسبق إرادة الله تعالى لها منه.
و المشقة لا بد من اعتبارها ليتحقق المحدود إذ التكليف مأخوذ من الكلفة.
و شرطنا الإعلام لأن المكلف إذا لم يعلم إرادة المكلف بالفعل لم يكن مكلفا.
إذا عرفت هذا فنقول التكليف حسن لأن الله تعالى فعله و الله تعالى لا يفعل القبيح و وجه حسنه اشتماله على مصلحة لا تحصل بدونه و هي التعريض لمنافع عظيمة لا تحصل بدون التكليف لأن التكليف إن لم يكن لغرض كان عبثا و هو محال، و إن كان لغرض فإن كان عائدا إليه تعالى لزم المحال، و إن كان إلى غيره فإن كان إلى غير المكلف كان قبيحا، و إن كان إلى المكلف فإن كان حصوله ممكنا بدون التكليف لزم العبث، و إن لم يمكن فإن كان لنفع انتقض بتكليف من علم الله كفره و إن كان للتعريض فهو المطلوب.
إذا عرفت هذا فنقول الغرض من التكليف هو التعريض لمنفعة عظيمة لأنه تعريض للثواب و للثواب منافع عظيمة خالصة دائمة واصلة مع التعظيم و المدح و لا شك أن التعظيم إنما يحسن للمستحق له و لهذا يقبح منا تعظيم الأطفال و الأرذال كتعظيم العلماء و إنما يستحق التعظيم بواسطة الأفعال الحسنة و هي الطاعات و معنى قولنا إن التكليف تعريض للثواب أن المكلف جعل المكلف على الصفات التي تمكنه الوصول إلى الثواب و بعثه على ما به يصل إليه و علم أنه سيوصله إليه إذا فعل ما كلفه.
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست