نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 306
المسألة الثالثة في أنه تعالى قادر على القبيح
قال: مع قدرته عليه لعموم النسبة و لا ينافي الامتناع اللاحق.
أقول: ذهب العلماء كافة إلى أنه تعالى قادر على القبيح إلا النظام و الدليل على ذلك أنا قد بينا عموم نسبة قدرته إلى الممكنات و القبيح منها فيكون مندرجا تحت قدرته. احتج بأن وقوعه منه يدل على الجهل أو الحاجة و هما منفيان في حقه تعالى. و الجواب أن الامتناع هنا بالنظر إلى الحكمة فهو امتناع لاحق لا يؤثر في الإمكان الأصلي و لهذا عقب المصنف رحمه الله- الاستدلال على مراده بالجواب عن الشبهة التي له و إن لم يذكرها صريحا.
المسألة الرابعة في أنه يفعل لغرض
قال: و نفي الغرض يستلزم العبث و لا يلزم عوده إليه.
أقول: اختلف الناس هنا فذهبت المعتزلة إلى أنه تعالى يفعل لغرض و لا يفعل شيئا لغير فائدة و ذهبت الأشاعرة إلى أن أفعاله تعالى يستحيل تعليلها بالأغراض و المقاصد.
و الدليل على مذهب المعتزلة أن كل فعل لا يفعل لغرض فإنه عبث و العبث قبيح و الله تعالى يستحيل منه فعل القبيح. احتج المخالف بأن كل فاعل لغرض و قصد فإنه ناقص بذاته مستكمل بذلك الغرض و الله تعالى يستحيل عليه النقصان (و الجواب) النقص إنما يلزم لو عاد الغرض و النفع إليه أما إذا كان النفع عائدا إلى غيره فلا كما نقول إنه تعالى يخلق العالم لنفعهم.
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 306