نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 297
امتناع رؤيته تعالى و المجسمة جوزوا رؤيته لاعتقادهم أنه تعالى جسم و لو اعتقدوا تجرده لم تجز رؤيته عندهم و الأشاعرة خالفوا العقلاء كافة هنا و زعموا أنه تعالى مع تجرده تصح رؤيته و الدليل على امتناع الرؤية أن وجوب وجوده يقتضي تجرده و نفي الجهة و الحيز عنه فينتفي الرؤية عنه بالضرورة لأن كل مرئي فهو في جهة يشار إليه بأنه هنا أو هناك و يكون مقابلا أو في حكم المقابل و لما انتفى هذا المعنى عنه تعالى انتفت الرؤية.
قال: و سؤال موسى لقومه.
أقول: لما استدل على نفي الرؤية شرع في الجواب عن احتجاج الأشاعرة و قد احتجوا بوجوه أجاب المصنف عنها الأول أن موسى ع سأل الرؤية و لو كانت ممتنعة لم يصح منه السؤال.
و الجواب أن السؤال كان من موسى ع لقومه ليبين لهم امتناع الرؤية لقوله تعالى" لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ، و قوله" أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا".
قال: و النظر لا يدل على الرؤية مع قبوله التأويل.
أقول: تقرير الوجه الثاني لهم أنه تعالى حكى عن أهل الجنة النظر إليه فقال" إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ" و النظر المقرون بحرف إلى يفيد الرؤية لأنه حقيقة في تقليب الحدقة نحو المطلوب التماسا لرؤيته و هذا متعذر في حقه تعالى لانتفاء الجهة عنه فبقي المراد منه مجازه و هو الرؤية التي هي معلول النظر الحقيقي و استعمال لفظ السبب في المسبب من أحسن وجوه المجاز.
و الجواب المنع من إرادة هذا المجاز فإن النظر و إن اقترن به حرف إلى لا يفيد الرؤية و لهذا يقال نظرت إلى الهلال فلم أره و إذا لم يتعين هذا المعنى للإرادة أمكن حمل الآية على غيره و هو أن يقال إن إلى واحد الآلاء و يكون معنى ناظرة أي منتظرة. أو نقول إن المضاف هنا محذوف و تقديره إلى ثواب ربها (لا يقال) الانتظار سبب الغم و الآية سيقت
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 297