نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 228
قال: كالحال و الاستقبال.
أقول: هذا إشارة إلى إبطال مذهب جماعة من المعتزلة ذهبوا إلى أن العلم بالاستقبال علم بالحال عند حضور الاستقبال فقالوا إن العلم بأن الشيء سيوجد علم بوجوده إذا وجد و إنما دعاهم إلى ذلك ما ثبت من أن الله تعالى عالم بكل معلوم فإذا علم أن زيدا سيوجد ثم وجد فإن زال العلم الأول و تجدد علم آخر لزم كونه تعالى محلا للحوادث و إن لم يزل كان هو المطلوب. و هذا خطأ فاحش فإن العلم بأن الشيء سيوجد علم بالعدم الحالي و الوجود في ثاني الحال و العلم بأن الشيء موجود غير مشروط بالعدم الحالي بل هو مناف له فيستحيل اتحادهما و الوجه في حل الشبهة المذكورة ما التزمه أبو الحسين هنا من أن الزائل هو التعلقات الحاصلة بين العلم و المعلوم لا العلم نفسه، و سيأتي زيادة تحقيق في هذا الموضع إن شاء الله تعالى.
قال: و لا يعقل إلا مضافا فيقوى الإشكال مع الاتحاد.
أقول: اعلم أن العلم و إن كان من الكيفيات الحقيقية القائمة بالنفس فإنه لا يعقل إلا مضافا إلى الغير فإن العلم علم بالشيء و لا يعقل تجرده عن الإضافة حتى أن بعضهم توهم أنه نفس الإضافة الحاصلة بين العالم و المعلوم و لم يثبت أمرا حقيقيا مغايرا للإضافة إذا عرفت هذا فإن الإشكال يقوى مع الاتحاد هكذا قاله المصنف- رحمه الله- و الذي يلوح منه أن العاقل و المعقول إذا كانا شيئا واحدا كما إذا عقل نفسه توجه الإشكال عليه بأن يقال انتم قد جعلتم العلم صورة مساوية للمعلوم في العالم و هذا لا يتأتى هاهنا لاستحالة اجتماع الأمثال و يقوى الإشكال باعتبار الإضافة إذ الإضافة إنما تعقل بين شيئين لا بين الشيء الواحد و نفسه فلا يتحقق علم الشيء بذاته.
و الجواب عن الأول أن العلم إنما يستدعي الصورة لو كان العالم عالما بغيره أما عالم ذاته فإن ذاته يكفي في علمه من غير احتياج إلى صورة أخرى.
و عن الثاني أن العاقل من حيث إنه عاقل مغاير له من حيث إنه معقول فأمكن
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 228