نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 196
و قال آخرون إن الهواء المتوسط يتكيف بتلك الكيفية لا غير و إلا لنقص وزن الجسم ذي الرائحة مع استنشاقها و المصنف- رحمه الله- قد نبه بكلامه على تجويز الأمرين فإن الشم قد يحصل بكل واحد منهما.
قال: و منه السمع و يتوقف على وصول الهواء المنضغط إلى الصماخ.
أقول: ذهب قوم إلى أن السمع إنما يحصل عند تأدي الهواء المنضغط بين القارع و المقروع إلى الصماخ و لهذا تدرك الجهة و يتأخر السماع عن الإبصار لتوقف الأول على حركة الهواء دون الثاني و المصنف- رحمه الله- مال إلى هذا هاهنا و فيه نظر لأن الصوت قد يسمع من وراء الجدار مع امتناع بقاء الشكل على حاله لو أمكن نفوذ الهواء.
قال: و منه البصر و يتعلق بالذات بالضوء و اللون.
أقول: المبصرات إما أن يتعلق الإبصار بها أولا و بالذات أو ثانيا و بالعرض و الأول هو الضوء و اللون لا غير و الثاني ما عداهما من سائر المبصرات كالشكل و الحجم و المقدار و الحركة و الوضع و الحسن و القبح و غير ذلك من أصناف المرئيات.
قال: و هو راجع فينا إلى تأثر الحدقة.
أقول: الإدراك عند جماعة من الفلاسفة و المعتزلة راجع إلى تأثر الحاسة فالإبصار بالعين معناه تأثر الحدقة و انفعالها عن الشيء المرئي هذا في حقنا نحن و لهذا قيده المصنف- رحمه الله- بقوله فينا لأن الإدراك ثابت في حقه تعالى و لا يتصور فيه التأثر و ذهبت الأشاعرة إلى أنه معنى زائد على تأثر الحدقة.
قال: و يجب حصوله مع شرائطه.
أقول: شروط الإدراك سبعة: الأول عدم البعد المفرط، الثاني عدم القرب المفرط و لهذا لا يبصر ما يلتصق بالعين، الثالث عدم الحجاب، الرابع عدم الصغر المفرط، الخامس أن يكون
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 196