وروى
بإسناده، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «ما بعث
اللّه عز وجل نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الإقرار بالعبودية وخلع
الأنداد، وأن اللّه يقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء»{1}.
والسر في هذا الاهتمام: أن إنكار البداء يشترك بالنتيجة مع القول بأن
اللّه غير قادر على أن يغير ما جرى عليه قلم التقدير. تعالى اللّه عن ذلك
علوّا كبيرا. فإن كلا القولين يؤيس العبد من إجابة دعائه، وذلك يوجب عدم
توجهه في طلباته إلى ربه.
حقيقة البداء عند الشيعة:
وعلى الجملة: فإن البداء بالمعنى الذي تقول به الشيعة الإمامية ه ومن
الإبداء الإظهار حقيقة، وإطلاق لفظ البداء عليه مبني على التنزيل والإطلاق
بعلاقة المشاكلة. وقد اطلق بهذا المعنى في بعض الروايات من طرق أهل السنة.
روى البخاري بإسناده عن أبي عمرة، أن أبا هريرة حدّثه أنه سمع رسول اللّه
صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول: إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأعمى
وأقرع، بدا للّه عز وجل أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص. . . »{2}.