وعبد
الرحمن، وصريح الرواية الخامسة عشرة أنه عيّن زيدا للكتابة وسعيدا للإملاء،
وصريح الرواية السادسة عشرة أنه عيّن ثقيفا للكتابة، وهذيلا للإملاء،
وصريح الرواية الثامنة عشرة أن الكاتب لم يكن من ثقيف وأن المملي لم يكن من
هذيل، وصريح الرواية التاسعة عشرة أن المملي كان أبيّ بن كعب، وأن سعيدا
كان يعرب ما كتبه زيد، وهذا أيضا صريح الرواية العشرين بزيادة عبد الرحمن
بن الحرث للإعراب.
2-تعارض روايات الجمع:
إن هذه الروايات معارضة بما دل على أن القرآن كان قد جمع، وكتب على عهد
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقد روى جماعة، منهم ابن أبي شيبة،
وأحمد بن حنبل، والترمذي، والنسائي، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي،
والضياء المقدسي، عن ابن عباس. قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن
عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة، وهي من المئين فقرنتم
بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: «بسم اللّه الرحمن الرحيم»؟ ووضعتموهما في
السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟فقال عثمان، إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وآله وسلّم كان مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه السورة ذات العدد، وكان
إذا نزل عليه الشيء يدع وبعض من يكتب عنده فيقول: ضعوا هذا في السورة التي
يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآيات فيقول: ضعوا هذا في السورة التي
يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة
من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، وقبض
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل
ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: «بسم اللّه الرحمن الرحيم»