أن عليا عليه السّلام كان له مصحف غير المصحف الموجود، وقد أتى به إلى
القوم فلم يقبلوا منه، وأن مصحفه عليه السّلام كان مشتملا على أبعاض ليست
موجودة في القرآن الذي بأيدينا، ويترتب على ذلك نقص القرآن الموجود عن مصحف
أمير المؤمنين علي عليه السّلام وهذا ه والتحريف الذي وقع الكلام فيه،
والروايات الدالة على ذلك كثيرة: منها: ما في رواية احتجاج علي عليه
السّلام على جماعة من المهاجرين والأنصار أنه قال: «يا طلحة إن كل آية
أنزلها اللّه تعالى على محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عندي باملاء رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وخط يدي، وتأويل كل آية أنزلها اللّه
تعالى على محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكل حلال، أ وحرام، أ وحدّ أ
وحكم، أ وشىء تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة، فه وعندي مكتوب باملاء
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وخط يدي، حتى أرش الخدش. . . »{1}.
ومنها ما في احتجاجه عليه السّلام على الزنديق من أنه: «أتى بالكتاب كملا
مشتملا على التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، لم
يسقط منه حرف ألف ولا لام فلم يقبلوا ذلك»{2}.
ومنها: ما رواه في الكافي، بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر عليه السّلام
قال: «ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله، ظاهره وباطنه غير
الأوصياء»{3}.
{1}مقدمة تفسير البرهان: 1/27. وفي هذه الرواية تصريح بأن ما في القرآن الموجود كله قرآن.