إن الأحرف السبعة هي اللغات الفصيحة من لغات العرب، وأنها متفرقة في القرآن
فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن،
وبعضه بلغة كنانة، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة ثقيف. ونسب هذا القول الى
جماعة، منهم: البيهقي، والأبهري، وصاحب القاموس.
ويرده: 1-ان الروايات المتقدمة قد عينت المراد من الأحرف السبعة، فلا يمكن حملها على أمثال هذه المعاني التي لا تنطبق على موردها.
2-ان حمل الأحرف على اللغات ينافي ما روي عن عمر من قوله: نزل القرآن بلغة مضر{1}.
وانه أنكر على ابن مسعود قراءته«عتى حين»أي حتى حين، وكتب اليه أن القرآن
لم ينزل بلغة هذيل، فأقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل{2}.
وما روي عن عثمان أنه قال: «للرهط القرشيين الثلاثة، إذا اختلفتم أنتم
وزيد بن ثابت في شىء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم»{3}.
وما روي: «من أن عمر وهشام بن حكيم اختلفا في قراءة سورة الفرقان، فقرأ
هشام قراءة. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هكذا أنزلت، وقرأ
عمر قراءة غير تلك القراءة.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هكذا أنزلت، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: إن هذا القرآن أنزل