والتقييد
فيه يكشف عن التقييد في ذلك، لتبعية مقام الاثبات لمقام الثبوت، فلو أمر
المولى باكرام العالم ولم يقيده بالعدالة أو الهاشمية أو ما شاكل ذلك من
القيود وكان في مقام البيان فالاطلاق في هذا المقام يكشف عن الاطلاق في
مقام الثبوت والواقع، وأمّا إذا قيّده بالعدالة فهو يكشف عن التقييد في
مقام الثبوت.
ولكن ربّما ينعكس الأمر فالاطلاق في مقام الاثبات يكشف عن الضيق في مقام
الثبوت دون الاطلاق والسعة، وذلك كما في إطلاق صيغة الأمر حيث إنّه في مقام
الاثبات يكشف عن أنّ الواجب في مقام الثبوت والواقع نفسي لا غيري، وتعييني
لا تخييري، وعيني لا كفائي، كل ذلك ضيق على المكلف، فلو أمر المولى بغسل
الجنابة فإن كان مطلقاً في مقام الاثبات ولم يكن الأمر به مقيداً بايجاب
شيء آخر على المكلف، كشف ذلك عن كونه واجباً نفسياً في مقام الثبوت وهو
ضيق على المكلف. وإن كان الأمر به مقيداً بهذا كشف ذلك عن كونه واجباً
غيرياً وهو سعة بالاضافة إليه. وكذا الحال بالنسبة إلى الواجب التعييني
والتخييري والعيني والكفائي، فانّ الاطلاق في مقام الاثبات يكشف عن الضيق
في مقام الثبوت والتقييد فيه يكشف عن الاطلاق والسعة فيه. وثانيهما: أ نّا قد ذكرنا غير مرّة أنّ الاطلاق
عبارة عن رفض القيود وعدم دخل شيء منها فيه، ونتيجته تختلف باختلاف
خصوصيات الموارد والمقامات، فقد تكون نتيجته في مورد تعلق الحكم بصرف
الوجود، وقد يكون تعلق الحكم بمطلق الوجود، وقد يكون غير ذلك، وقد تقدم
تفصيل ذلك بصورة موسعة في مبحث النواهي{1} فلاحظ .