responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 26  صفحه : 92
و فيه: أن ما ذكره لا يتم فيما إذا لم يكن واثقاً بأداء الدّين بعد أعمال الحجّ، لأن أداء الدّين واجب، ويجب عليه حفظ القدرة لأدائه، فإن الدّين وإن كان مؤجلاً لكن ليس له تفويت المال بحيث لا يتمكن من الأداء، بل عليه التحفّظ على قدرته، فيقع التزاحم في هذه الصورة بين وجوب حفظ القدرة لأداء الدّين ووجوب الحجّ، فمجرد التأجيل لا يكفي لعدم التزاحم. فكلامه(عليه الرحمة)على إطلاقه غير تام، بل يقيّد بالوثوق بالأداء بعد الحجّ، بمعنى أنه لو وثق بالأداء بعد الحجّ يتقدم الحجّ، وإلّا يقع التزاحم.
و اختار المصنف(قدس سره)وجهاً آخر وهو: أن أداء الدّين إذا كان واجباً عليه بالفعل كالحالّ، أو كان الدّين مؤجلاً لا يثق بالأداء بعد الحجّ، فيسقط الحجّ لعدم صدق الاستطاعة، وأما إذا كان مؤجلاً يتمكن من الأداء بعد الحجّ، أو كان حالّا وأذن له بالتأخير، يجب الحجّ لصدق الاستطاعة.
و ما ذكره هو الصحيح لا لما ذكره من صدق الاستطاعة وعدمه، فإنّ الاستطاعة فُسرت في النصوص بالتمكّن من الزاد والراحلة وتخلية السرب، وهي قدرة خاصة والمفروض في المقام تحققها حتى في صورة الدّين الحالّ المطالَب، فإن الدّين بنفسه لا يكون مانعاً من تحقق الاستطاعة المفسرة في الروايات، بل لأن الإطلاقات الدالة على وجوب الحجّ تشمل المقام، فيقع التزاحم بين وجوب الحجّ ووجوب أداء الدّين لأن المفروض أنه لا يمكن الجمع بين امتثال الحكمين، فلا بدّ من التخيير أو الترجيح. ولكن المتعين سقوط الحجّ وتقديم أداء الدّين، ولا مجال للتخيير فيما إذا كان الدّين حالّا مطالباً به، أو مؤجلاً مع عدم الوثوق بالأداء بعد الحجّ، وذلك للجزم بأهميّة الدّين، فإن الخروج عن عهدة حقوق الناس أهم من حق اللََّه تعالى، بل لو كان محتمل الأهميّة لتقدم، لأن محتمل الأهميّة من جملة المرجحات في باب التزاحم.
و الحاصل: أنّ الاستطاعة بالمعنى المفسر في النصوص في المقام متحققة، ولكن الدّين لأهميّته معجّز ومانع عن صرف المال في الحجّ، لا أنه غير مستطيع كما ذكر في المتن، والحجّ وإن كان من مباني الإسلام ومن الواجبات المهمّة، لكنّه كذلك بالنسبة
نام کتاب : موسوعة الامام الخوئي نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 26  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست