و
الخريفي تسمّى دائرة المعدل، فيكون سير الشمس أو بالأحرى سير الأرض ستّة
أشهر في النصف الشمالي من هذه الدائرة، وستّة أشهر في النصف الجنوبي منها،
ويتكوّن من هذا الاختلاف الفصول الأربعة، كما يتفرّع عليه نقصان الليل
والنهار، ويتساويان في نقطتي الاعتدال الربيعي والخريفي غير المتحقّق في
طول السنة إلّا مرّتين أوّل الربيع وأوّل الخريف.
هذا كلّه في البلاد التي تكون مائلة إلى طرفي الشمال أو الجنوب، أي لا تكون واقعة على القطب.
و أمّا ما كان واقعاً على نفس القطب أو ما يقرب منه فبطبيعة الحال تكون هذه
الدائرة أي دائرة المعدل اُفقاً له، وتسير الشمس فوق دائر الأُفق ستّة
أشهر وتكون حركتها رحويّة، أي تدور حول الأُفق مثل الرحى، فيتصاعد عن
الأُفق لدى سيرها الدوري ثلاثة أشهر، وبعد ذلك تأخذ في الهبوط وتقرب من
الأُفق خلال ثلاثة أشهر إلى أن تغيب في الأُفق، فتبقى تحت الأرض ستّة أشهر
على النهج الذي عرفت.
و نتيجة ذلك: أنّ من يقف على أحد القطبين أو حواليهما يرى الشمس ستّة أشهر
وهو النهار، ولا يراها ستّة أشهر وهو الليل، فمجموع السنة تنقسم بالإضافة
إليه إلى يوم واحد وليلة واحدة، وبطبيعة الحال يكون ما بين الطلوعين
بالنسبة إليه قريباً من عشرين يوماً من أيّامنا، لأنّه ثُمن اليوم تقريباً.
و الكلام في وظيفة مثل هذا الشخص: ذكر(قدس سره)في المتن لذلك وجوهاً واحتمالات: أحدها
وهو الذي اختاره(قدس سره)-: أن يكون المدار في صومه وصلاته على البلدان
المتعارفة المتوسّطة، مخيّراً بين أفراد المتوسّط، فيصوم عند طلوع الفجر
عندهم، ويفطر عند غروبهم، فيصوم بصومهم ويصلّى بصلاتهم.