فالتقديري
لا يضر، فلو كان لون الماء أحمر أو أصفر فوقع فيه مقدار من الدم كان
يغيّره لو لم يكن كذلك لم ينجس[1]و كذا إذا صُبّ فيه بول كثير لا لون له
بحيث لو كان له لون غيّره. وكذا لو كان جائفاً فوقع فيه ميتة كانت تغيّره
لو لم يكن جائفاً وهكذا، ففي هذه الصور ما لم يخرج عن صدق الإطلاق محكوم
بالطهارة على الأقوى.
_______________________________
كان فالصحيح في الصورة الثالثة كفاية التقدير كما بنى عليه سيدنا الأستاذ
مدّ ظلّه في تعليقته المباركة على الكتاب، فإنّ الصورتين اللّتين أشار
إليهما(دام ظلّه)من قبيل الصورة الثالثة، فراجع.
ثم إنّا كما نلتزم بالنجاسة في التغيّر التقديري إذا كان موجوداً واقعاً
وقد منع مانع عن إدراكه بإحدى الحواس الظاهرية، كذلك نلتزم بالطهارة في عدم
التغيّر التقديري مع وجود التغيّر ظاهراً. وتوضيح ذلك: أنّا أسمعناك
سابقاً أن التغيّر إنّما يوجب النجاسة فيما إذا استند إلى ملاقاة نفس النجس
على نحو الاستقلال، وأمّا إذا استند إليه وإلى شيء آخر فهو غير مؤثر في
الانفعال، ونعبّر عنه بعدم التغيّر التقديري وإن كان متغيراً ظاهراً، كما
إذا تغيّر الماء بمجموع الدم والصبغ الأحمر بوقوعهما عليه معاً، أو وقع
أحدهما فيه أوّلاً وأثّر بما لا يدرك بالحواس، ثم وقع فيه الآخر واستند
تغيّره إلى مجموعهما من دون أن يستند إلى كل واحد منهما في نفسه، فصورة عدم
التغيّر تقديراً وصورة التغيّر متعاكستان وإن كان الحكم في كلتا الصورتين
هو الطهارة، اللّهم إلّا أن يستند عدم إدراك التغيّر في صورة التغيّر
التقديري إلى وجود مانع عن الإدراك كما قدمنا، أو يستند عدم
التغيّر