هذا
كلّه على أنه لم يقم دليل على ضعف محمد بن سنان، أعني أبا جعفر الزاهري
لأنه المراد به في المقام دون ابن سنان الذي هو أخو عبد اللََّه بن سنان
الضعيف وعدم توثيقه، كيف وهو من أحد أصحاب السر، وقد وثقه الشيخ المفيد
وجماعة وقورن في المدح{1}بزكريا
بن آدم وصفوان في بعض الأخبار وهو كاف في الاعتماد على رواياته، وأمّا ما
يتراءى من القدح في حقه فليس قدحاً مضراً بوثاقته ولعلّه مستند إلى إفشائه
لبعض أسرارهم(عليهم السلام){2}.
و أمّا ما توهّم معارضته للصحيحتين المتقدمتين فهو روايتان: إحداهما: ما
عن الحسن بن صالح الثوري عن أبي عبد اللََّه(عليه السلام)قال: «إذا كان
الماء في الركي كراً لم ينجسه شيء قلت: وكم الكر؟ قال: ثلاثة أشبار ونصف
طولها في ثلاثة أشبار ونصف عمقها في ثلاثة أشبار ونصف عرضها»{3}. فالرواية دلت على أن الكر ثلاثة وأربعون شبراً إلّا ثمن شبر كما هو مذهب المشهور فتعارض الصحيحتين المتقدمتين.
{1}و
قد روى الكشي عن أبي طالب عبد اللََّه بن الصلت القمي قال: دخلت على أبي
جعفر الثاني(عليه السلام)في أواخر عمره يقول: جزى اللََّه صفوان بن يحيى
ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم عنِّي خيراً فقد وفوا لي...نقله في المجلد
الأول من تنقيح المقال ص448 سطر 2.
{2}الرجل وإن وثقه الشيخ المفيد(قدس
سره)[في الإرشاد 2: 248]و جماعة وروى الكشي[في ص503/ 964]له مدحاً جليلاً
بل قد وثقه ابن قولويه لوقوعه في أسانيد كامل الزيارات وله روايات كثيرة في
الأبواب المختلفة ولكن سيدنا الأُستاذ(مدّ ظلّه)عدل عن توثيقه وبنى على
ضعفه لأن الشيخ(قدس سره)ذكر انّه قد طعن عليه وضعف[في رجاله 364/ 5394]و
ضعفه النجاشي(قدس سره)صريحاً[في رجاله 328/ 888]و مع التعارض لا يمكن الحكم
بوثاقته. إذن فالرجل ضعيف.