وفي الواقع حَسَد الشيطان الإنسان على هذا الموقع الذي أولته إيّاه السماء وحجبته أنانيته أن يرى لهذا الكائن أيّة فضيلة؛ بل استغرق في الأنا يعصي أمر الله سبحانه وتعالى ، فطُرد من ساحة الرحمة الإلهية لِيُعْلِنَ حرب غواية على هذا الإنسان ، الذي بسببه أُقصيَ عن هذه الساحة ، وأبعد عن صفوف الملائكة بعد الانتساب إليهم إثر عبادة طويلة امتدّت لستة آلاف سنة حسب ما تقول الروايات.
وانطلقت حركة الصراع فعلياً منذ فترة الحضانة في الجنّة المؤقّتة التي أسْكِنَ آدم وحواء فيها لأجل مسمّى ، واستنفر إبليس كلّ مواطن الضعف في شخصية آدم من سرعة تصديقه ونزعته الفطرية للخلود ليقنعه بالأكل من الشجرة المنهي عنها ، ويخالف بذلك النهي الإرشادي الصادر من الله.