responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 155

وتعطّل هذه التصوّرات التكاليف الإسلامية في عصر الغيبة ، وتختزل رسالة المؤمن في بوتقة ضيّقة جدّاً ( الدعاء ، التقيّة ، صون اللسان ، حفظ النفس ) ، وتلغي من حساباته مفاهيم عقائدية وسلوكية هامّة كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ، ومحاربة الفساد والدعوة إلى الله وإقامة الدولة الإسلامية ....

ولكن ما هو منشأ هذه التصوّرات الخاطئة؟

منشأ التصوّرات السلبية للانتظار

يمكن أن نرجع المنشأ إلى عوامل ثلاثة :

العامل الأوّل : التفسير الحرفي لبعض النصوص : حيث نجد أحاديث كثيرة تحدّثنا عن التقية زمن الغيبة : ـ فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منّا ـ [١] ، وعن حفظ اللسان والمحافظة على النفس : ـ عن جابر سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال حفظ اللسان ولزوم البيت ـ [٢].

إنّ التفسير الحرفي لهذه النصوص وغيرها هو الذي جعل بعضهم يحتجّ بها لإهمال العمل الاجتماعي والتكاليف الرسالية ، ولكن تلك الحجّة باطلة؛ لأنّ ـ الأخبار وإن كانت ذات مدلول واسع إلا أنّها مقيّدة لا محالة بقيد موارد وجوب العمل؛ إذ مع وجوبه تكون التقية والعزلة وكفّ اللسان عصياناً وانحرافاً ـ [٣].

العامل الثاني : النزعة الفردية في فهم النصوص : باستقرائنا للنماذج السابقة يتبيّن لنا أنّها تعالج الموقف من زاوية الفرد المؤمن ، وتهمل كلياً موقع الأُمّة ومسؤوليتها وما تحتّمه علاقتها بإمامها.

وهذه النزعة لم يَخْلُ منها عامّة الفقه الإسلامي ككل ، الذي طغى عليه هذا الطابع فصار فقها عملياً للفرد لا للمجتمع ، وصار يقدّم الحلول للقضايا الشخصية الفردية حتّى في باب المعاملات ، فضلاً عن العبادات والأحوال الشخصية ، وغاب البعد الاجتماعي عن


[١] محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٧٢ ، ص ٤١١.

[٢] م س ، ج ٥٢ ، ص ١٤٥.

[٣] محمّد صادق الصدر ، تاريخ الغيبة الكبرى ، ص ٤١٣.

نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست