responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 136

وكيف يظهر الباطل على الحقّ في أكثر من موقع وتعجّ الأرض بالمظالم والانتهاكات والإمام لا يظهر؟ هذه الأسئلة وغيرها تراود الكثيرين واستند إليها البعض للتشكيك في أصل المعتقد.

ونحن نسلّم أنّ أفعال الله معلَّلة بأغراض ، وأنّه ما من فعل يصدر من المولى وعجل إلا وله حكمة ومصلحة للخلق ، ولا يبرّر عدم قدرتنا على فهم هذه الحكمة والإحاطة التامة بملاك هذه الوقائع الرّدّ والإنكار ، عن الصادق عليه‌السلام : ـ إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدَّ منها يرتاب فيها كلّ مبطل ، فقلت : ولمَ جعلت فداك؟ قال : الأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم. فقلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال : وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره؛ إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما آتاه الخضر عليه‌السلام من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه‌السلام إلى وقت اقترافها يا ابن الفضل؛ إنّ هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى ، وسرّ من سر الله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنّه عزّ وجلّ حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف ـ [١].

فالعقل البشري لا يمكن أن يدرك كلّ أسرار الغيبة إلا بعد ظهور الإمام؛ لأنّنا مهما أوتينا من علم لا يمكن أن تنكشف لنا كلّ الحقائق والنواميس الكونية والإلهية التي تحكم العالم والتاريخ.

ولكنّنا مع الإقرار بهذه الحقيقة يمكن أن نتلمّس الطريق لمعرفة بعض وجوه وأبعاد الغيبة بالمقدار الذي دلّت عليه روايات أهل البيت عليهم‌السلام وبما نستوحيه من نظرة الإسلام العامّة للكون والحياة وفلسفته لحركة التاريخ والمجتمع. فلا منافاة بين تلك الحقيقة وهذا المبدأ؛ لأنّ الأولى تستبعد الإحاطة التفصيلية بكلّ الأسرار أمّا هذا المبدأ فينصّ على إمكان المعرفة الإجمالية لبعض الأبعاد :

١. البعد القيادي للغيبة

والمقصود منه العوامل المرتبطة بالإمام نفسه وأدّت لغيابه ، فالقائد لابدّ أن يمتلك


[١] الصدوق ، كمال الدين وتمام النعمة ، ص ٤٨٢.

نام کتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ نویسنده : الأسعد بن علي قيدارة    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست