وجاء في كتاب مولانا المهدي عليه السلام إلى الشيخ المفيد رحمه الله تعالى: نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء..[2].

وهذا مانشاهده بالوجدان، فهذا التأريخ خير شاهد على ذلك، فكم جرى من اضطهاد وجور على شيعة آل البيت عليهم السلام على امتداد التأريخ، وناهيك مافعله سلاطين الجور بهم من ملاحقات وتضييق، ومع ذلك تجد أن التشيع يأخذ دوره في الحياة متألقاً رغم ماجرى عليه من كيد الحاقدين، ومن هنا ندرك جداً رعاية الإمام المنتظر لشيعته وتسديدهم، وخصوصاً علماء وفقهاء المذهب فلولا رعايته عليه السلام ودعاؤه لهم، وألطافه بهم لذهب الجميع أدراج الرياح، وكانوا في طي النسيان، ولكن منَّ الله عليهم بسيد يرعاهم، ويحوطهم بعنايته،ويحزن لهم، وهنا نذكر شيئاً يسيراً من رعايته عليه السلام وألطافه بأوليائه[3]: