responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 438

والتوسّع في أدلّته.

كلّ ذلك ممّا عاقه عمّا كان عليه من الدفاع الديني، والجهاد الإسلامي، وبثّ الدعوة والإرشاد لعامّة الخلق إلى دين الحقّ.

ولكنّنا كنّا ولا نزال، حرصاً على استثارة كنوز معارفه، والاستنارة بأنوار علومه، وثقة منّا بأنّه في صناعة النقد والردّ وتحقيق الحقّ وتمزيق الأباطيل لايبارى ولايجارى، وله المزبر[1] الذي لا يشقّ غباره، ولا يدرك في السباق شأوه[2]، الآخذ بأعنّة البراعة في الإنشاء لفظاً ومعنى وعلماً وعملاً، مع الإحاطة بأسرار العلوم وغوامض الفنون، وخفايا المعارف وكنوز الشريعة وبواطن الدين وظواهره.

لذلك كنّا نترصّد أيّ فادحة ترد على الدين وتريد أن تصدّع بيضة الإسلام وتقضي على أُمهات عقائد المسلمين، حتّى إذا عثرنا بها انتهزنا فرصة من أوقاته، وفراغاً من ساعاته، فعرضناها عليه، أو قدّمناها إليه، متعرّضين بذلك في قمعها ودفعها لنفحات كلمه، أو رشحات قلمه، ثمّ نعود إليه ثانياً وثالثاً حتّى نجمع من إفاضاته ومحاضراته في ذلك الموضوع جملة كافية في إزاحة العلّة ودفع تلك المضلّة.

من ذلك عندما نشرت الصحف فتوى علماء المدينة لقاضي الوهابيّة «ابن بليهد» التي تذرّع بها إلى هدم قبور أئمّة البقيع سلام الله عليهم[3] وحينما تلوناها


[1] المِزْبَرُ: القلم. الصحاح ٢: ٦٦٧ «زبر».

[2] الشأوُ: الغاية والأمد. الصحاح ٦: ٢٣٨٨ «شآ».

[3] في سنة ١٣٤٤هـ استفتى قاضي القضاة في الحجاز الشيخ عبد الله بن بليهد علماء المدينة المنورة في جواز البناء على القبور، وتقبيل الأضرحة، والذبح عند المقامات حيث يتناول الزائرون لها تلك اللحوم. فأجاب العلماء - وكان عددهم خمسة عشر شخصاً - بعدم جواز ذلك، ووجوب منعه ومعاقبة من يفعله.
وقد نُشرت هذه الفتوى في أكثر الصحف الصادرة آنذاك، كجريدة أُمّ القرى الصادرة في مكّة المكرّمة، وجريدة العراق الصادرة فيه.
وكان الهدف الرئيسي من هذه الفتوى هو تهيئة الرأي العامّ لهدم المراقد في الحرمين الشريفين، وفعلاً فقد تمّ في الثامن من شوال من تلك السنة هدم قبور الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام) في بقيع الغرقد في المدينة المنورة، وفي مقبرة المعلّى في الحجون في مكّة المكرّمة، والمراقد الموجودة في الطائف.
وقد ضمّ بقيع الغرقد في المدينة المنورة عشرة آلاف مرقد من مراقد الصحابة والشهداء والأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام)، منها: مرقد الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرقد الإمام السجّاد زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام)، وابنه الإمام محمّد الباقر(عليه السلام)، ثمّ ابنه الإمام جعفر الصادق(عليه السلام). وهم عند عمّهم العبّاس بن عبد المطلب تحت قبّته التي كانت مشادة.
وعلى رواية أنّ هناك مرقد الصدّيقة الزهراء(عليها السلام)، وكذلك مراقد عمّات الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)وزوجاته - عدا السيّدة خديجة الكبرى والسيّدة ميمونة بنت الحارث - وعقيل بن أبي طالب، وإبراهيم بن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام مالك بن أنس، ونافع شيخ القرّاء، وحليمة السعديّة.
كما طال الهدم مرقد عمّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) حمزة بن عبد المطّلب، وغيره من شهداء أُحد مثل مصعب بن عمير، وجعفر بن شمّاس، وعبد الله بن جحش.
وقد امتدّ التدمير إلى مرقد حبر الأُمّة عبد الله بن عبّاس في الطائف، وقد كانت عليه قبّة مشادة لا تزال صورتها موجودة على صفحات التاريخ.
وعندما امتدّ الزحف العسكري إلى مكّة المشرّفة عمدوا إلى آثارها فدمّروها، وهدموا المراقد الشريفة في مقبرة المعلّى في الحجون، فهدّموا قبّة عبد المطّلب جدّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرقد عمّه أبي طالب.
كما دخلوا إلى مدينة جدّة فهدّموا قبّة حوّاء أُمّ البشريّة الأُولى وخرّبوا قبرها، كما طال الهدم بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنزل فاطمة الزهراء(عليها السلام)، ومنزل حمزة بن عبد المطّلب، ودار الأرقم ابن أبي الأرقم، ومكان العريش التاريخي الذي أشرف منه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على معركة أُحد.
انظر مقدّمة كتاب «دعوة الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى»، المطبوعة سنة ١٤٢٠هـ في دار المحجّة البيضاء في بيروت.

نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست