responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 359

في المآتم آت فيه بالأولويّة، بل هو في كونه نصرة للحسين(عليه السلام) وبذلاً للنفس في سبيله أظهر وأجلى.

وقد مرّ عليك ما يدلّ على ذلك من قوله(عليه السلام): «ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا»[1].

لكن صاحب المقالة لا يذعن بذلك إذ قال:

«أمّا الضرب بالسيوف والقامات على الرؤوس فمحرّم; لما شاهدنا وشاهده غيرنا من موت جماعة منهم في كلّ سنة لكثرة نزف الدم. ولو قطعنا النظر عن هذه الجهة، فهو فعل همجيّ وحشيّ مثل الضرب بسلسلة من حديد، ولم يرد دليل شرعيّ بتجويزها، وما من سيرة يستند إليها فيها، بل هي بنظر أرباب العقول والمعرفة أفعال وحشيّة ما فيها من ثمرة في التعزية»[2]. انتهى.

قلت: لاريب في أنّ دعوى موت جماعة في كلّ سنة لكثرة نزف الدم فريّة بلا مريّة، فإنّي منذ أدركت لليوم ما رأيت ولا سمعت أنّ واحداً مات بذلك في أيّ سنة، وأيّ بلدة، فضلاً عن جماعة في كلّ سنة، ولقد سألت كثيراً ممّن جاوز السبعين والثمانين من سني عمره من ثقات أهل النجف وكربلاء والكاظميّة وغيرهم من علماء البلدان وصلحائهم، وكلّ أنكر أن يكون رأى أو سمع أنّ واحداً من أولئك تألّم ألماً يوجب مراجعة الجرّاح أو المضمّد، فضلاً عن موته.

فعسى أن يكون ذلك طيفاً سوّلته له الأحلام، أو خيالاً جسّمته له الأوهام، أو حقيقةً واقعةً في الجيل الواحد مرّةً واحدةً اتفاقاً، كيف لا وأغلب أفراد موكب السيوف يجرحهم كبراؤهم بسكين دقيقة جروحاً خفيفة يظهر منها الدم بواسطة


[1] أمالي الصدوق: ١٣٧.

[2] صولة الحقّ على جولة الباطل (المطبوعة ضمن هذه المجموعة) ١: ١٩١.

نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست