نام کتاب : رسائل الشعائر الحسينية نویسنده : مجموعة من العلماء جلد : 1 صفحه : 10
والمعتقد.
والشعائر الحسينيّة التي يقيمها أتباع أهل البيت عليهمالسلام ومحبّوهم، قديمة قِدم واقعة الطفّ الخالدة، ومتأصّلة في النفوس أصالة المبادئ التي ثار من أجلها الإمام الحسين عليهالسلام. وقد مرّت هذه الشعائر بفترات مدٍّ وجزرٍ ؛ تبعاً للظروف السياسيّة التي عمّت المجتمع الإسلامي آنذاك، ونزولاً عند رأي الحكّام ا لمتسلّطين على رقاب المسلمين وميولهم لهذه الشعائر وعدمها.
فلعلّ أوّل هذه الشعائر، وهو البكاء على الإمام الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه، جرى بعد واقعة الطفّ مباشرة وفي بيت يزيد بن معاوية، كما حدّثنا التأريخ بذلك.
قال الطبري في تأريخه: «فخرجن - أي النساء السبايا - حتّى دخلن دار يزيد، فلم يبق من آل معاوية امرأة إلاّ استقبلتهنّ تبكي وتنوح على الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثاً»[1].
وتتابعت مجالس الحزن والبكاء في الكوفة والمدينة المنوّرة وغيرهما، وأقام التوّابون عند قبر الحسين عليهالسلام مأتماً عظيماً يصفه ابن الأثير في تأريخه قائلاً:
«فما رُئي أكثر باكٍ من ذلك اليوم، وأقاموا عنده يوماً وليلة يبكون ويتضرّعون ويترحّمون عليه وعلى أصحابه»[2].
واُقيمت هذه المجالس في العهد الأُموي سرّاً ؛ خوفاً من أعداء أهل البيت.