نام کتاب : عقيل بن أبي طالب بين الحقيقة والشّبهة نویسنده : علي صالح رسن المحمداوي جلد : 1 صفحه : 215
تعقيباً مفاده : أنّ الرواية وهم ؛ لأنّ إسلام عقيل قبل الحديبية ، وهو لم يشهد المواقف التي قبلها ، وقد أسر مع المشركين في بدر ، وكان حمزة استشهد يوم أحد ، وإسلام سلمان كان بقباء حين قدوم النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مهاجراً ، فإن لم تقبل ذلك فلا أقل من حضوره في غزوة الأحزاب ، فإنّ المسلمين حفروا الخندق بمشورته ، فكيف يجمع بين حمزة وعقيل مع النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قبل إسلام سلمان ، ولعل عقيل تصحيف ، علماً أنّ الأمر في الخبر سهل ؛ لأنّه مرسل ، وهو يشبه القصص والأساطير [١] ؛ وما يضعف الرواية أنّها وردت من دون سند.
الحديث الثالث : روي أنّه صلى الله عليه و آله و سلم قال : ( إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقرابتي ، قال : آل عقيل وآل جعفر وآل العبّاس ) [٢].
وعن هذا الحديث ، فهناك ما هو أصحّ منه ، من أنّه صلى الله عليه و آله و سلم قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : ( أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ) [٣].
خلاصة ما عرضناه من أدلّة : لم يظهر من خلال مناقشتها أنّه متأخّر الإسلام ، ولا هناك ما يفيد إسلامه المبكر ، سوى رواية حضوره في زواج الإمام من الزهراءJ ، وهذا إن صحّ يترتب عليه أثر ، أي : يترتب عليه هجرة إلى المدينة.
فضلاً عن ذلك أنّه من أسرة مسلمة ، فأبوه كمؤمن آل فرعون وحامي الدعوة ، وأمّه هي من ربّت النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم ، وأخوه أمير المؤمنين عليه السلام أوّل الناس إسلاماً وإيماناً ، وجعفر من وصل جناح النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في الصلاة ، فإذا كانت نشأته
[١] ـ الصدوق : إكمال الدين / ١٦٤ ( حاشية المحقّق ).[٢] ـ ابن طاووس : الطرائف ١ / ١١٦. [٣] ـ ابن حنبل : مسند ٢ / ٤٤٢ ، المفيد : الاعتقادات / ١٠٥ ، الطوسي : الأمالي / ٣٣٦ ، ابن شهر آشوب : مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٨.
نام کتاب : عقيل بن أبي طالب بين الحقيقة والشّبهة نویسنده : علي صالح رسن المحمداوي جلد : 1 صفحه : 215