(ولم نسمع معاوية يرد هذا الاتهام، ولا رأيناه يحاول الكيل لعلي صاعاً
بصاع، فيخوض في إيمان أبي طالب زاعماً أنّه مات على غير الإسلام لو وسعه لفعل فأفحش في القول، وأوفى الكيل ... فأمّا وقد كف ادعاءه، وابتلع خيلاءه، فذلك لأنه لم يكن يملك في إيمان أبي طالب اثارة شبهة أو دليل ينفد من خلالها إلى نقض هذا الإيمان، سواء أكانت هذه الاثارة رأي شانىء معاصر عايش شيخ بني عبد مناف، أم رواية لاحق آثر الانحراف.
ولمن يشاء أن يحاج في هذا الرأي نراه، فليأتنا من رسائل ابن أبي سفيان إلى الإمام، أو في أحاديثه التي ملأ بها آذان مناصريه، بكلمة تشير من قريب أو من بعيد، إلى ما يخدش إيمان أبي طالب وينال من صدق إسلامه) [2] .
أقوال العلماء في إيمان أبي طالب:
ذكرنا فيما تقدم إجماع الشيعة على إيمان أبي طالب عليه السلام ونكتفي هنا بذكر
أقوال بعض علماء السنة تأييداً لهذه الحقيقة فمن ذلك:
١ ـ قال ابن الأثير في جامع الأصول: وما أسلم من أعمام النبيّ غير حمزة والعباس وأبي طالب عند أهل البيت عليهم السلام [3] .
٢ ـ وقال البرزنجي بعد استشهاده بأبيات أبي طالب واثبات إيمانه:
وهذا نطق بالوحي قبل صدوره من النبيّ صلي الله عليه و آله فإنه أخبر بذلك بعد مدة من
قول أبي طالب، والحديث وحي كالقرآن، فثبت بهذه الأخبار والأشعار أن أبا طالب كان مصدقاً بنبوة النبيّ صلي الله عليه و آله وذلك كاف في نجاته[4] .