في تفسيره لقوله تعالى : ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾ ، قال : ﴿وأُولي الأمر﴾ هم أُمراء الحقّ وأئمّة الهدى ، الذين يهدون الخلق ويقضون بالحقّ ; لأنّه لا يعطف على الله ورسوله في وجوب الطاعة ولا يقرن بهما في ذلك إلاّ من هو معصوم مأمون منه القبيح ، أفضل ممّن أمر بطاعته وأعلم ، ولا يأمرنا الله عزّ اسمه بالطاعة لمن يعصيه ، ولا بالانقياد لوال علّة حاجتنا إليه موجودة فيه .
﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيء﴾ أي : فإن اختلفتم في شيء من أُمور دينكم ﴿فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾ أي : ارجعوا فيه إلى الرسول في حياته ، وإلى من أمر بالرجوع إليه بعد وفاته في قوله : «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» ، فقد صرّح (عليه السلام) أنّ في التمسّك بهما الأمان من الضلال ، فالردّ إلى أهل بيته العترة الملازمة كتاب الله غير المخالفة له بعد وفاته مثل الردّ إليه (صلى الله عليه وآله) في حياته ; لأنّهم الحافظون لشريعته القائمون مقامه في أُمّته ، فثبت أنّ (أُولى الأمر) هم الأئمّة . . . [1]