في معرض ردّه على أحد شيوخ الحنفيّة تعرّض لمذهب الإماميّة بالتشنيع في عدّة مسائل ، منها ما ذكره من قولهم : إنّ زواج المتعة لا يحلّل الزوجة البائن ، فيقول هذا الشيخ : وقد قرأتُ بذلك خبر أسندوه إلى بعض الطالبيين ـ وهو جعفر بن محمّد (عليهما السلام) ـ وعليه يعتمدون في ما يذهبون إليه في الأحكام المخالفة لجميع الفقهاء . . . ، فأجابه المفيد ، ثمّ قال : بأنّا نعتمد على الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) في الأحكام ، فإنّه ديننا الذي نتقرّب به إلى الله عزّ وجلّ ; إذ كان الإمام المعصوم المنصوص عليه من قبل الله عزّ وجلّ المأمور بطاعته جميع الأنام ، مع كونه من سادة العترة الذين خلّفهم نبيّنا (عليه السلام) فينا ، وأخبرنا بأنّهم لا يفارقون كتاب الله جلّ اسمه حكماً ووجوداً ، حتّى يردا عليه الحوض يوم المعاد[2] .
أقول : من الواضح أنّ كلامه الأخير إشارة صريحة لحديث الثقلين .
كتاب المسائل الصاغانيّة :
نسبه إليه النجاشي (ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله[3] ، والشيخ
[1] مقالات مؤتمر الشيخ المفيد (رحمه الله) ، رقم (١) : ٢٧٠ .
[2] سمّيت بذلك ; لأنّ المسائل وردت للشيخ من ناحية بلدة تسمّى صاغان .
[3] المسائل الصاغانيّة (مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٣) : ٥٠ ـ ٥٣ .