الأوّل : قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصيرفي ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد الحسني ، قال : حدَّثنا عيسى بن مهران ، قال : أخبرنا يونس بن محمّد ، قال : حدَّثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن خلاّد الأنصاري ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : إنّ عليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبد المطّلب والفضل بن العبّاس دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه ، فقالوا : يا رسول الله ، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك ، فقال : «وما يبكيهم ؟»
قالوا : يخافون أن تموت ، فقال : «أعطوني أيديكم» فخرج في ملحفة وعصابة حتّى جلس على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
«أمّا بعد ، أيّها الناس فما تنكرون من موت نبيّكم؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟ لو خلّد أحد قبلي ثمّ بعث إليه لخلّدت فيكم ، إلاّ أنّي لاحق بربّي ، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله تعالى