الأوّل : حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله) ، قال : حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدَّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدَّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) ، قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وذكر ما أنعم الله على نبيّه وعليه ، ثمّ قال : «لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عزّ وجلّ (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ، اللّهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى .
يا أيّها الناس ، إنّه بلغني ما بلغني ، وإنّي أراني قد اقترب أجلي ، وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري ، وإنّي تارك فيكم ما تركه رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء ، وسيّد النجباء ، والنبيّ المصطفى . . .»[1] .