responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) نویسنده : الحسيني، عباس    جلد : 1  صفحه : 231
ولهذه الغايات الجليلة السامية نجد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام قد أولوا هذا الموضوع اهتماماً بالغاً، فكانوا يكرمون شعراءهم، ويبذلون لهم المال ممّا يغنيهم به عن‌ التكسّب والاشتغال بغير هذه المهمّة، ويقرعون مسامعهم بتلك الجمل الشريفة من مدحهم والثناء عليهم، ويبشّرونهم بما أعدّه اللّه تعالى لهم من الأجر المحمود.

فعن محمّد بن سهل، قال: دخلت مع الكميت على جعفر الصّادق في أيّام التشريق، فقال: جعلت فداءك، ألا أنشدك؟ قال: ((إنّها أيّام عظام))، قال: إنّها فيكم، قال: ((هات))، فأنشده قصيدته... فكثر البكاء، وارتفعت الأصوات. فلمّا مرّ على قوله في الحسين رضي الله عنه:

لأسيافهم ما يختلى المتبتّل

على الناس رزء ما هناك مجلّل|

وأوجب منه نصرة حين يخذل

كأنّ حسيناً والبهاليل حوله

وغاب نبيّ الله عنهم وفقده

فلم أر مخذولاً لأجل مصيبة

فرفع جعفر الصّادق رضي الله عنه يديه، وقال: ((اللّهمّ اغفر للكميت ما قدّم وأخّر، وما أسرّ وأعلن، وأعطه حتّى يرضى))، ثمّ أعطاه ألف دينار وكسوة، فقال له الكميت: والله ما أحببتكم للدنيا، ولو أردتها لأتيت من هو في يديه، ولكنّني أحببتكم للآخرة، فأمّا الثياب الّتي أصابت أجسادكم فإنّي أقبلها لبركتها، وأمّا المال فلا أقبله[1].


[1] خزانة الأدب ١: ٧٠.

نام کتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) نویسنده : الحسيني، عباس    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست