إنّ لرحمة الله تعالى الصدارة في تعامله مع عباده، وهي مقدّمة على غضبه[2].
إنّ الله تعالى في منتهى الرحمة بحيث يرحم من لا يرحمه العباد، ويعطف على المسيئين الذين لا يتقبّلهم أحد من أبناء المجتمع[3].
الدعاء وسيلة يجعل به الله تعالى للداعي نصيبا في رحمته[4].
اشدّ حالة الاحتياج إلى الرحمة الإلهية:
إذا فارقنا الحياة الدنيا، وأُدخلنا في القبر، وتغيّرت صورتنا، وبلى جسمنا، وتفرقت اعضاؤنا، وتقطّعت أوصالنا، ثُمّ انقطع أثرنا من الدنيا، ومُحى ذكرنا بين العباد، وأمسينا من المنسيين كمن قد نسى من قبل، فإنّنا سنكون في تلك الحالة بأشدّ الحاجة إلى الرحمة الإلهية[5].
[1] <اللّهم . . . أنت الذي وسعت كلّ شيء رحمةً>. [دعاء16]
<لا تفنى خزائن رحمته>. [دعاء5]
[2] <اللّهم . . . أنت الذي تسعى رحمته أمام غضبه>. [دعاء16]
[3] <يا من يرحم من لا يرحمه العباد ويا من يقبل من لا تقبله البلاد>. [دعاء46]
[5] <مولاي وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثرى، وامّحي من المخلوقين ذكري، وكنت من المنسيين كمن قد نُسي. مولاي وارحمني عند تغيّر صورتي وحالي إذا بلى جسمي، وتفرّقت أعضائي، وتقطّعت أوصالي، يا غفلتي عما يُراد بي>. [دعاء53]