وممّا يمكن احتماله بهذا الصدد : أنّ الإمام(عليه السلام) جاء بخبر المولود إلى عمر بن الخطاب ـ كغيره من المسلمين ـ كي يفرض له العطاء ، إذ المسلمون كان لهم ديوان ، وهو بمثابة دائرة النفوس اليوم ، وكان يثبت فيه اسم من ولد منهم ، فقد يكون شأن الإمام ـ في هذا الموضوع ـ شأن سعد بن جنادة الذي جاء إلى الإمام عليّ أ يّام خلافته لكي يسجّل اسم ابنه في دائرة الأحوال المدنية ، المسمّى آنذاك بالديوان ، لكن بفارق أنّ سعد بن جنادة حين الإخبار طلب من الإمام أن يسمِّي ابنه ، بخلاف الإمام علي الذي لم يطلب التسمية من عمر بن الخطاب .
فقد جاء في الطبقات الكبرى أن سعد بن جنادة جاء إلى علي بن أبي طالب وهو بالكوفة فقال :
يا أمير المؤمنين ، إنّه ولد لي غلام فَسَمِّهِ .
قال : هذا عطية الله ، فَسُمِّيَ عطيّة ، وكانت أمّه أمّ ولد رومية .
وعن فضيل ، عن عطية ، قال : لمّا وُلِدْتُ أتى بي أبي عليّاً فأخبره ، ففرض لي مائة ، ثمّ أعطى أبي عطائي ، فاشترى أبي منها سمنا وعسلاً[2] .
تأمَّل في فقرات هذين النَّصَّين وقارنهما مع ما جاء في ( تاريخ المدينه ) من أنّ عمر بن الخطاب طلب بِسَماجَة من الإمام علي أن يسمِّي ولده باسمه ، لترى في هذين النصين هذه الجمل :