responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 449

فلو كان كذلك فكيف تجرؤ هوازن على تعييره به ؟ وأي عيب أو منقصة في العباءة ‌حتى تعيّره بها هوازن ؟!!‌

ألم يكن التعيير عند العرب هو إظهار عيب الطرف أو ما فيه مسبة له ؟

فما هو العيب الكامن في هذا اللقب إذن ؟ فكل ما قرأناه كان مدحاً لابن أبي قحافة لا ‌ذماً ، فهل أن النهج الحاكم حرَّفوا هذا اللقب من الذّم إلى المدح ، أم حقاً أنّ هذا اللقب وضع ‌للمدح ؟ فقد افتخر النبي بالفقر ، ونزلت آيات تمدح الفقراء والمستضعفين ، مؤكّدة بأنّ ‌غالب أتباع الأنبياء هم من المستضعفين ، وبتعبير القرآن الكريم ـ حكاية لقول الكافرين ـ ‌الأرذلون بقوله تعالى (وَاتَّبَعَكَ الاَْرْذَلُونَ) .‌

وكذا كنية أبي تراب كانت مدحاً لعلي لكنّهم جعلوها ذماً له ، وكما أنّ زمزم وطيبةـ ‌المدينة ـ هما من الأسماء الحسنة والممدوحة ، لكنّهم أبدلوها بأمّ جعلان والخبيثة[1] .‌

والآن نسأل : هل أنّ هوازن عيّرت ابن أبي قحافة قبل إسلامه ظاهراً أم بعده ؟ فلو ‌تأملت النصوص لرأيتها تؤكّد الثاني ، لأ نّهم قالوا : أ ذا الخلال نبايع بعد رسول الله[2] .‌

ونحن لا يمكننا أن نفهم مقصود هوازن وسبب تعييرها لابن أبي قحافة إلاّ بعد أن ‌نتعرَّف على معنى كلمة الخلال في لغة العرب ، وكيفية ربطها بنزاعات الردّة ، وهل أنّ ‌هذا يرتبط بنحو وآخر بكلام أبي بكر لمخالفيه في أ نّه لا يتركهم حتّى و إن منعوه عقال ‌بعير ؟!‌


[1] مر عليك في صفحات : 193 إلى 212 .‌

[2] مصنف بن أبي شيبة 7 : 92 ، لسان العرب 11 : 214 .‌

نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست