نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 443
ملازمة لصاحبها منذ نشوئه وبلوغه ، والمشركون كانوا يعرفونه بهذه الكنية ولأجله خاطبوه بها .
والنصُّ السابق يحدِّد لنا تاريخ إطلاق كنية أبي الفصيل على ابن أبي قحافة عند عرب الجزيرة ، وأ نّهم كانوا لا يقبلون بإطلاق كنية أبي بكر عليه ، لأ نّه أصغر من أن يحملها ، وصدور هذا النص كان في بداية الدعوة الإسلامية وحين نزول آية (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) .
ولا أستبعد أن يكون المشركون كنوه بهذه الكنية استنقاصاً منه ، وهو يؤكّد لنا أنّ كنية أبي الفصيل كانت للاستنقاص لا المدح .
وعلى كلا التقديرين ، فإنّ كنية أبي الفصيل هي إحدى كُنّى أبي بكر قبل الإسلام سواء وُضعت من قبل أصدقائه أو من قبل أعدائه .
أبو الفصيل كنية ابن أبي قحافة في الجاهلية
قال التبريزي في اللمعة البيضاء : و (أبو قحافة) كنية عثمان بن عامر كما في القاموس ، وعثمان أبو أبي بكر .
واسم أبي بكر هو عبدالله ، فأبو بكر هو عبدالله بن عثمان بن عامر ، وكانت كنية أبي بكر في الجاهلية أبا الفصيل ، فلمّا أسلم كنّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأبي بكر .
وتكنية أبيه بأبي قحافة ، لأن القحف ـ بالكسر ـ نصف القدح من الخشب على مثال قحف الرأس ، وهو العظم الذي فوق الدماغ ، ثم يقال : اقتحف الرجل إذا شرب ما في الإناء ، والقحافة ـ بالضم ـ ما يقتحف من الإناء ، سُمِّي عثمان المذكور بأبي قحافة ، إمّا لكونه مضيفاً للناس ، أو لكونه داعياً لضيافة الناس ، أو لكونه طبّاخاً ونحو ذلك . والمشهور المأثور أنّه كان داعياً لضيافة عبدالله بن جدعان في الجاهلية[1] .