نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 409
أبو بكر كنية لمن اسمه عبدالرحمن أو عتيق
انفرد المقريزي (ت 845 هـ) في (اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء) بالقول : وعبدالرحمن الذي يكنّى أبا بكر ، وعبيدالله ، أ مّهما ليلى بنت مسعود بن خالد التميمي[1] .
كما انفرد المزي (ت 742 هـ) في (تهذيب الكمال) وتبعه الصفدي في الوافي بالوفيات بالقول بأنّ عتيقاً هو اسم لمن يكنّى بأبي بكر من ولد علي بن أبي طالب ; إذ قال : (وعبيدالله يكنّى أبا علي يقال أ نّه قتل بكربلاء ، وعبدالرحمن درج ، وحمزة درج ، وأبو بكر : عتيق يقال أ نّه قتل بالطف[2] ...) .
وذكر ابن حزم (ت 456 هـ) في (جمهرة أنساب العرب) أبو بكر ضمن اخوة العباس بن علي بن أبي طالب السّقاء ، وهو كلام لا يوافقه عليه أحد ، وقد يفهم من كلامه بأنّ أبا بكر هو كنية لعبدالله بن علي من أمّ البنين الكلابية ; إذ أنّه لم يذكر عبدالله ضمن أولاد أمّ البنين ، بل اكتفى بأبي بكر ، فقال ابن حزم : (وقتل أبو بكر وجعفر وعثمان والعباس مع أخيهم الحسين رضي الله عنهم)[3] .
بهذا فقد عرفت أنّ أبا بكر لم يكن اسماً كما يتصوّره القارئ ابتداءً ، بل هو كنية ، أما لمن اسمه عبدالله ، أو اسمه محمّد الأصغر ، وأ مّا دعوى أ نّها كنية لمن اسمه عبدالرحمن أو عتيق ، فهي دعوى بعيدة عن الصحة ، وهي من منفردات المزي وتبعه الصفدي وتلوح على دعوى اسم (عتيق) ملامح الوضع ، حيث جمعوا بين (عتيق) و (أبي بكر) في ابناء الإمام علي(عليه السلام) .
وقد يمكننا أن نجمع بين جميع هذه الاقوال أيضاً ـ لو قلنا وقبلنا إمكان تعدد الأسماء عند العرب ـ وبذلك فقد يكون الأب وضع اسماً ، والاسم الآخر وضعته الأمّ ، وثالث الخال أو الجد ، وبذلك يصحّ أن يكون للشخص اسمان أو ثلاثة ، مع
[1] اتعاظ الحنفاء ، الجزء الأول في ذكر أولاد أمير المؤمنين كرم الله وجهه .