responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 4

مركز الأبحاث العقائدية :

إيران ـ قم المقدسة ـ صفائية ـ ممتاز ـ رقم 34

ص . ب : 3331 / 37185

الهاتف : 7742088 (251) (0098)

الفاكس : 7742056 (251) (0098)

العراق ـ النجف الأشرف ـ شارع الرسول (صلى الله عليه وآله)

ـ شارع السور ـ جنب مكتبة الامام الحسن (عليه السلام)

ص . ب : 729

الهاتف : 332679 (33) (00964)

الموقع على الإنترنيت : www.aqaed.com

البريد الإلكتروني : info@aqaed.com


التسميّات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي ‌

تأليف : السيّد علي الشهرستاني ‌

الطبعة الأُولى ـ نسخة

سنة الطبع : 1431 هـ‌

7-17-5688-600-978

جميع الحقوق محفوظة للمركز


الصفحة الف

مقدّمة المركز

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمدُ للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على حبيب قلوبنا وقرّة عيوننا نبيّنا ‌ومقتدانا، أبي القاسم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين ‌سلام الله عليهم أجمعين.‌

والحمدُ لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الربّ لنا الإسلام ديناً بولاية ‌سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين، وأولاده المعصومين(عليهم السلام).‌

من إلاّ كاذيب التي يُطلقها بعض الوهابيّة في فضائيّاتهم المأجورة، وغرفهم في ‌البالتاك - ولا نُعبّر عنها بالشبهة ; لأنّها ليست كلاماً علميّاً، بل إثارة وكذب - هي أنّ ‌بعض الأئمّة(عليهم السلام) سمّوا بعض أولادهم بأسماء أعلام المخالفين لهم، كأبي بكر ‌وعمر وعثمان ومعاوية وهارون ووو، وذلك دليل على احترامهم ومحبّتهم لهم، وإلاّ ‌كيف يسمّي الإنسان ابنه باسم من يُبغضه؟!‌

وهؤلاء قد تناسوا أن التسمية بمجرّدها لا توجد فيها أيّ دلالة على حقّانية أبي ‌بكر وعمر وعثمان بالخلافة، ولا يمكن أن تقف قبال الأدلّة العلميّة، من قبيل حديث ‌الغدير، وحديث المنزلة، وحديث: "وهو ولي كلّ مؤمن من بعدي"، الذي أنكره ابن ‌تيمية بشدّة لعلمه بمدلوله، وصحّحه الألبانيّ بسهولة ومرونة.‌

وفي الواقع، لو رجعنا إلى العرف الاجتماعيّ والإنسانيّ لرأينا: أنّ العداوة بين ‌الأفراد لا تمنع من أن يسمّي الإنسان أحد أولاده باسم عدوّه، مادام هذا الاسم من ‌الأسماء ليس حكراً لأحد في المجتمع، وكمثال على ذلك: لو عاداني شخص في وقتنا ‌المعاصر، وكان اسمه محمّد، أو أحمد، فإنّ هذا لا يمنع أن اُسمّي أحد أولادي بهذا ‌الاسم، بعد أن فرضنا إنّه منتشر في المجتمع. ‌


الصفحة ب

وهنا، هل كانت هذه الأسماء - أبو بكر وعمر وعثمان - منتشرة، أم أنّها كانت ‌نادرة؟

فلنراجع كتب التاريخ، ومعاجم الصحابة وتراجمهم، ولنرى هل كانت هذه ‌الأسماء حكراً على الخلفاء؟ أم أنّها مشهورة معروفة؟ ولنذكر أسماء الصحابة، ‌ونغضّ النظر على أسماء الكفّار والمشركين، وغيرهم.‌

كنية أبي بكر: ‌

‌1 - أبو بكر بن شعوب الليثيّ، واسمه شدّاد.‌

‌2 - أبو بكر، عبد الله بن الزبير.‌

أسماء الصحابة ممّن كان اسمهم عمر:‌

‌1 - عمر اليمانيّ. ‌

‌2 - عمر بن الحكم السلميّ. ‌

‌3 - عمر بن سراقة، ممّن شهد بدراً.‌

‌4 - عمر بن سعد، أبو كبشة الأنماريّ.‌

‌5 - عمر بن سفيان بن عبد الأسد، ممّن هاجر إلى الحبشة.‌

‌6 - عمر بن عمير بن عدي الأنصاريّ. ‌

‌7 - عمر بن عوف النخعي. ‌

‌8 - عمر بن يزيد الكعبيّ. ‌

‌9 - عمر بن عمرو الليثيّ.‌

‌10 - عمر بن منسوب. ‌

‌11 - عمر بن لاحق.‌

‌12 - عمر بن مالك. ‌

‌13 - عمر بن مالك القرشيّ الزهريّ، ابن عمّ والد سعد بن أبي وقّاص.‌

‌14 - عمر بن معاوية الغاضريّ. ‌

‌15 - عمر الأسلميّ. ‌


الصفحة ج

‌16 - عمر بن أبي سلمة، ربيب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأُمّه أُمّ سلمة.‌

‌17 - عمر الخثعميّ. ‌

أسماء الصحابة ممّن كان اسمهم عثمان: ‌

‌1 - عثمان بن أبي الجهم الأسلميّ. ‌

‌2 - عثمان بن حكيم. ‌

‌3 - عثمان بن حميد.‌

‌4 - عثمان بن حنيف.‌

‌5 - عثمان بن ربيعة بن اهبان، ممّن هاجر إلى الحبشة.‌

‌6 - عثمان بن ربيعة الثقفيّ. ‌

‌7 - عثمان بن سعيد بن أحمد الأنصاريّ. ‌

‌8 - عثمان بن شماس المخزوميّ. ‌

‌9 - عثمان بن طلحة بن أبي طلحة.‌

‌10 - عثمان بن أبي العاص.‌

‌11 - عثمان بن عمّار، والد أبي بكر. ‌

‌12 - عثمان بن عبد غنم الفهريّ، ممّن هاجر إلى الحبشة.‌

‌13 - عثمان بن عبيد الله التميميّ. ‌

‌14 - عثمان بن عثمان الثقفيّ. ‌

‌15 - عثمان بن عمرو، ممّن شهد بدراً.‌

‌16 - عثمان بن مظعون، الصحابيّ الجليل، الذي قبّله النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ‌وهو ميّت.‌

إذاً نرى: أنّ هذه الأسماء منتشرة ومشهورة، وليست موقوفة على بعض الناس، ‌وليست ملكاً لبعض الأفراد، ومجرّد تسمية الإمام علي(عليه السلام) لبعض أولاده بهذه ‌الأسماء، بعد أن ثبت انتشارها، لا يدل ّعلى المحبّة المدّعاة، والمودّة ‌

المزعومة، وحتّى لو شككنا أنّها يمكن أن تدلّ على المحبّة بين الإمام(عليه السلام) ‌وبين الخلفاء، فاعتقد أنّ القوم لا يشكّون بالعداوة والبغضاء القائمة بين الإمام ‌الكاظم(عليه السلام)وبين


الصفحة د

‌ هارون الرشيد، وهذه العداوة لم تمنع من أن يسمّي الإمام(عليه السلام)أحد أولاده ‌باسم هارون.‌

فهذه الأسماء ليست ملكاً لأحد، ولا حكراً على شخص، وإطلالة بسيطة على ‌أسماء أصحاب الأئمّة(عليهم السلام) لوجدنا هناك الكثير الكثير من أصحابهم ممّن كان ‌اسمهم معاوية، ويزيد، ومروان، و...، مع شدّة وعظمة العداوة بني أصحاب هذه ‌الأسماء، وبين آل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم).‌

علماً بأنّ تسمية أيّ إنسان ولده باسم ما، يكون لأحد أمرين: ‌

الأوّل: حبّه لشخص معيّن، فيحبّ أن يبقى ذكره بتسمية ابنه به، كما في تسمية ‌الإنسان ابنه باسم أبيه، أو أيّ آخر عزيز عليه، ومن هذا القبيل تسمية كثير من ‌الشيعة أولادهم باسم محمّد، وعلي، ومرتضى، وحسن، وحسين. ‌

الثاني: علاقته بذلك الاسم، مع غض النظر عمّن تسمّى به ولو كان عدّواً. ‌فمثلاً: يسمّي ابنه بـ"أنور"، لا حبّاً في أنور السادات، ويسمّ ابنته "جيهان"، لا حبّاً ‌في زوجة السادات، بل لميله إلى هذا الاسم.‌

ومن هذا القبيل تسمية كثير من الشيعة أولادهم باسم خالد أو سعد، مع أنّ ‌موقفهم معروف من خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقّاص، وبالتالي فلا يعني التسمية ‌باسم معيّن حبّ ذلك الشخص بالضرورة، لأنّ الأمر دائر بين احتمالين، وهما: أن ‌تكون التسمية من أجل حبّ الشخص المتسمّى به أو أن تكون لحبّ الاسم.‌

ولا يوجد دليل على أيّ من الأمرين، حتّى نلتزم بأنّ التسمية كانت للحبّ، ‌والترجيح بلا مرجّح قبيح، كما يقولون في علم الكلام. ‌

فمن أين للمدّعي أن يثبت أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) سمّى ولده أبا بكر حبّاً ‌لأبي ‌ ‌بكر، وسمّى ابنه عمر حبّاً لعمر، وسمّى ابنه عثمان حبّاً لعثمان. ‌

هذا، ولم يثبت أنّ تسمية أمير المؤمنين(عليه السلام) أولاده كانت بترتيب الخلفاء، ‌فالمعروف أنّ عثمان بن علي الشهيد بكربلاء، هو من ولد فاطمة بنت حزام


الصفحة هـ

‌ الكلابية المعروفة بأُمّ البنين، وهو أخ العباس(عليه السلام).‌

وأبو بكرالشهيد بكربلاء، هو من ولد ليلى بنت مسعود الدارمية، وقد أكّد الشيخ ‌المفيد في "الإرشاد"[1]: أنّ أبا بكر هي كنيته لا اسمه، أمّا اسمه فهو محمّد ‌الأصغر، وأمّا عمر بن علي، فأُمّه أُمّ حبيبة بنت ربيعة. ‌

فلا يوجد أيّ دليل على أنّ التسمية كانت بالترتيب، ليوافق ترتيب الخلفاء، لو ‌قبلنا أنّ اسم محمّد الأصغر ابن أمير المؤمنين(عليه السلام) هو أبو بكر، لا أنّ هذا كنيته. ‌

ثم أنّ أبا الفرج الأصفهاني نقل في مقاتل الطالبيين: أنّ أمير المؤمنين(عليه ‌السلام)قال في ابنه عثمان: "إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون"[2].‌

فهل يوجد دليل على أنّ تسمية أمير المؤمنين(عليه السلام) أبناءه باسم أبي بكر ‌وعمر كان لتعظيم شأن أبي بكر وعمر؟ مع أنّ التاريخ ينقل وجود أفراد كانوا بنفس ‌أسمائهما:‌

فقد نقل ابن الأثير في أُسد الغابة: أنّ هناك ثلاثة وعشرين صحابياً باسم عمر، ‌سوى عمر بن الخطاب، ومنهم عمر بن أبي سلمة القرشي. ‌

وقد ذكر ابن الأثير في ترجمته[3]: ربيب رسول الله، لأنّ أُمّه أُمّ سلمة زوج ‌النبيّ، وشهد مع علي الجمل، واستعمله على البحرين، وعلى فارس.‌

فلماذا لا يكون هو المقصود مثلاً؟ إذا كنتم مصرّين على ضرورة الأخذ بالأمر ‌الأوّل في التسمية، أي ضرورة وجود علاقة ومحبّة لصاحب الاسم. ‌

وهل هناك دليل على أنّ عمر بن الخطاب هو المقصود؟

أمّا التسمية بأبي بكر فأوّلاً: لم يعلم أنّ أبا بكر هو اسمه، قال ابن الأثير بعد أن ‌عنونه باسم عبد الله بن عثمان: أبو بكر الصدّيق، وقد اختلف في اسمه، فقيل: كان ‌عبد الكعبة، فسمّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عبد الله.‌

____________

[1] الإرشاد 1: 354.‌

[2] مقاتل الطالبيين: 55.‌

[3] أُسد الغابة 4: 79.‌


الصفحة و

وقيل: إنّ أهله سمّوه عبد الله، ويقال له عتيق أيضاً.‌

كما أنّ ابن الأثير نقل في باب الكنى عن الحافظ أبي مسعود: أنّ هناك صحابياً ‌آخر اسمه أبو بكر.‌

وذكر الشيخ المفيد في "الإرشاد"[1]: أنّ أحد أولاد الإمام الحسن(عليه السلام) ‌كان اسمه عمرو، فهل سمّاه تيمّناً باسم عمرو بن ودّ، أم عمرو بن هشام أبي جهل ‌لعنهما الله؟

وأمّا: لماذا لا تسمّي الشيعة بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان؟ ‌

فالجواب هو: أنّ كثيراً من الشيعة سمّوا بهذه الأسماء اقتداء بأمير المؤمنين، لا ‌بعمر بن الخطاب، وأبي بكر، وعثمان بن عفّان. ‌

ومن جملة أصحاب الأئمّة(عليهم السلام) الثقات:‌

أبو بكر الحضرمي، عمر بن أذينة، عمر بن أبي شعبة الحلبي، عمر بن أبي ‌زياد، عمر بن أبان الكلبي، عمر بن يزيد بياع السابري، عثمان بن سعيد العمري.‌

بل إنّ في الثقات من أصحاب الأئمّة من كان اسمه معاوية ويزيد، مثل: معاوية ‌بن عمّار، ومعاوية بن وهب، ويزيد بن سليط.‌

ولم نسمع أنّ الأئمّة نهوا عن التسمية بتلك الأسماء، نعم ورد النهي على نحو ‌الكراهة التسمية بخالد، وحارث، ومالك، وحكيم، والحكم، وضريس، وحرب، وظالم ‌وضرار، ومرّة، استحباب التسمية بما فيه عبودية الله، مثل: عبد الله، وعبد الرحمن، ‌والتسمية بأسماء الأنبياء، وبالأخصّ اسم نبيّنا محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأسماء‌ ‌ ‌الأئمّة، وبالأخص اسم علي(عليه السلام)، والتسمية باسم أحمد، وطالب، وحمزة.‌

وقد يقول: إذاً لماذا لا تسمّون الآن أبناءكم باسم أبي بكر وعمر؟‌

فالجواب هو: أنّ النصّ الوارد هو استحباب التسمية باسم النبيّ، والأئمّة ‌والأنبياء، والاسم الذي فيه العبودية لله، وهذا ما نراه بوضوح في أسماء أغلب

____________

[1] الإرشاد 2: 20.‌


الصفحة ز

الشيعة اليوم. ‌

ومن لا يسمّي بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان فهو بالخيار، وقد يتعمّد في عدم ‌الذكر، لأنّ حقائق الأُمور في أزمنة الأئمّة الأوائل - كأمير المؤمنين والسبطين(عليهم ‌السلام) - كانت أكثر وضوحاً، فمن السهولة أن يعرف الإنسان موقفهما من الشيخين ‌وعثمان، وبالتالي يعرف أنّ وجه التسمية لا تعود إلى حبّهم للشيخين وعثمان، بل ‌لأنّهم كانوا يحبّون هذه الأسماء، أو يحبّون بعض الصالحين المنطبقة عليهم من غير ‌الخلفاء الثلاثة، كعثمان بن مظعون. ‌

أمّا في هذا الزمان، فقد يختلط الأمر على البعض، كما اختلط مثلاً على البعض ‌هنا، الذين يظنّون أنّ اسم أبي بكر يراد منه أبو بكر فقط، وكذلك البقية! ولهذا السبب ‌لا تسمّي أكثر الشيعة أولادهم بأسماء الخلفاء الثلاثة، حتّى لا يحصل توهّم في هذا ‌الامر، وخصوصاً أنّ القضية ليست محصورة، فإمّا أن تختار أسماء هؤلاء، وإلاّ ‌فأنت لست من أتباع أهل البيت(عليهم السلام)!!‌

وقد يقول البعض: لو أنّ شخصاً اسمه "حسن" اغتصب حقّي، فإنّي لا أسمّي ‌ولدي "حسناً"، إلاّ اذا كان هذا الولدُ ولد قبل اغتصاب حقّي، فهذا شيء آخر.‌

وهذا مردود قطعاً ; لأنّه يقيس علياً على عموم الناس، إذا أُغتصب حقّهم فإنّهم ‌سوف يحملون من الحقد ما لا يستطيعون بعدها من التعامل مع الخصم، إلاّ بالكراهية ‌والضغينة والتنفّر من كلّ ما يتعلّق بالخصم حتّى الاسم، ولكن هذا غير صحيح في ‌حقّ الإمام(عليه السلام).‌

فأنت مثلاً: قد لا تطيق النظر في وجه خصمك، لكن الإمام(عليه السلام) قد تعامل ‌مع أشدّ أعدائه بمنتهى اللين والمجادلة بالتي هي أحسن. ‌

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "مروءتنا أهل البيت العفو عمّن ظلمنا، وإعطاء ‌من حرمنا"[1]، فنحن يجب أن لا نُقارن تصرّفاتنا مع تصرّفاتهم، فهم أعلى مقاماً، ‌وأرفع شأناً،

____________

[1] تحف العقول: 38.‌


الصفحة ح

‌ وهدفهم الأوّل والأخير الهداية، فهم الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم ‌تطهيراً.‌

وقد تعرّض بعض علمائنا الماضين رحمهم الله لهذا الموضوع، وأجابوا عليه ‌جواباً علمياً دقيقاً، لا يترك الشكّ - لكلّ مطّلع على جوابهم - بسفاهة وتفاهة هذا ‌الكلام غير العلمي.‌

واليوم جاء أخونا الكريم وصديقنا العزيز العلاّمة الفاضل سماحة الحجّة السيّد ‌علي الشهرستاني، ليتناول هذا الموضوع بكلّ حياديّة وجدّية، وبعمق علمي، مع ‌سلاسة العبارة وسهولة التعبير التي لا تُؤثّر على القيمة العلمية للكتاب، بل تمنحة ‌ميّزة لم تكن في الذين سبقوه في هذا المضمار، وهي أنّ كتابه هذا - بل وكلّ كتاباته ‌السابقة - يفهمه الشاب المثقّف ويقتنع به، وفي نفس الوقت يجد فيه العالم ضالّته من ‌الأدلّة والحجج والبراهين وفقاً للمنهج العلمي عند العلماء. ‌

وكما عودّنا أخونا الكريم أبو حسين، أن يُتحف المكتبة الإسلاميّة بين الحين ‌والآخر، بأبحاث بكر، ها هو اليوم يُطلّ علينا ببحثه المهم والحسّاس، وبكلّ جرأة ‌وقدم راسخ في العقيدة، لا تأخذه في الله لومة لائم ونبزة حاقد، هدفه الأول والأخير ‌بيان الحقّ والدفاع عن أهل البيت(عليهم السلام)، رزقنا الله زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم ‌في الآخرة.‌

ختاماً، نُبارك للمؤلّف الكريم كتابه هذا، الذي سيشفع له - بدون شكّ - يوم لا ‌ينفع فهي مال ولا بنون، ونتمنى له مزيداً من التوفيق والتسديد، ولله درّه وعليه أجره.‌

محمّد الحسّون
مركز الأبحاث العقائدية
‌18 جمادى الأولى 1431هـ
الصفحة على الانترنت www.aqaed.com/Muhammad
البريد الألكتروني muhammad@aqaed.com

نام کتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست