ما أجهلَ هذا الرجل باللغة ! فإنّ الخليفةَ فعيلةٌ بمعنى الخالف ، وخليفة الرجل من يأتي خلفه ، ولا يتوقّـف إطلاق الخليفة المضافة إلى شخص باسـتخلافه إيّـاه .
فمعنى خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الذي تولّى الخلافة بعده ، سواءً اسـتخلفه أم لم يسـتخلفه .
فلو سلّمنا أنّ أبا بكر هو سمّى نفسه بهذا الاسم ، فإنّه لا يكون كذباً ; لِما ذكرنـا .
ثمّ لا شكّ أنّ عليّـاً خاطبه في أيّام خلافته بخليفة رسول الله ، ولو كان كذباً لَما تكلّم به ولا خاطبه به ، ولكن للشـيعة في أمثال هذه المضايق سـعة من التقـيّـة .
والظاهر ، أنّ القوم خاطبوه بذلك ، ولو أنّه سمّى نفسه بهذا صـحّ ، كما ذكرنـا ، فلا طعن .
[1] إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن " إحقاق الحقّ " ـ : 485 الطبعة الحجرية .