ومنها : إنّه عطّل حدّ الله تعالى في المغيرة بن شعبة لمّا شُهِد عليه بالزنا ، ولَـقّنَ الشاهدَ الرابع الامتناع من الشهادة ، وقال له : أرى وجهَ رجل لا يفضح الله به رجلا من المسلمين !
فَـلَـخْـلَـخَ[2] في شهادته ; اتّباعاً لهواه ، فلمّـا فعـل ذلك عاد إلى الشهود فحـدّهم وفضحهم .
فتجنّب أن يفضح المغيرة ، وهو واحد قد فعل المنكر ووجب عليه الحدّ ، وفضح ثلاثة ، مع تعطيله حكم الله ، ووضعه الحدّ في غير موضعـه[3] .
[2] كـذا في الأصل ، وفي المصدر : " فَـلَـجْـلَـجَ " .
ولَـخَّ في كلامه : جاء به مُلتبِساً مستعجِماً لا يُفهم منه شـيئاً ، ويقال : الْـتَـخَّ عليهم الأمرُ ، أي اخْـتَـلَـطَ .
انظر مادّة " لخخ " في : لسان العرب 12 / 260 ، تاج العروس 4 / 307 ـ 308 .
والـتَّـلَــجْـلُـجُ واللَّـجْـلَـجَـةُ : الـتَّـردُّدُ في الكلام ، وأن يتكلّم الرجلُ بلسان غير بَـيّن ، وثِقَـلُ اللسان ، ونَـقْـصُ الكلام ، وأن لا يخرجَ بعضُه في إثر بعض ، يقال : رجلٌ لَـجْلاجٌ ، وقد لَـجْـلَـجَ وتَـلَـجْـلَـجَ .
انظر مادّة " لجج " في : لسان العرب 12 / 240 ، تاج العروس 3 / 470 .
والمعنى واحد على التقـديرين .
[3] انظـر : فتـوح البلدان : 339 ـ 340 ، المغني 20 ق 2 / 16 ، تاريخ دمشق 60 / 35 ـ 39 ، شرح نهج البلاغة 12 / 227 .