بالاسـتخلاف والنصب من الله ورسوله ، ولكنّهما ادّعيا حصول الاسـتخلاف من الله ورسوله بسـبب البيعة من حيث كشفها عن الاسـتخلاف والاسـتنابة .
لكن عرفت في أوائل مبحث الإمامة بطلانَ الرجوعِ إلى الاختيار والبيعة في ثبوت الإمامة ، ولا سـيّما بيعة الواحد والاثنين[1] .
ويظهر أيضاً من ابن أبي الحديد الاعتراف بما قلنا ، إلاّ أنّه أجاب عن الإشكال[2] بما حاصله : إنّه سُمّي خليفة ; لاسـتخلاف النبيّ إيّـاه على الصـلاة .
وفـيـه ـ مع منع اسـتخلاف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) له على الصلاة ـ : إنّه لو سُـلّم لا يقتضي اسـتخلاف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) له على الأُمّـة ، كما مـرّ[3] .
ويظهر ذلك أيضاً من الرازي كما مرّ في الآية الرابعة والثمانين ، ولكـنّه أجاب عنه بحصول الاسـتخلاف بالأمر بالاخـتيار ، وقد عرفت أنّـه لا أمر بالاختيـار[4] .
وقد يُسـتدلّ للمدّعى بما رواه في " كـنز العمّـال "[5] ، عن ابن الأعـرابي[6] ، قال : روي أنّ أعرابياً جاء إلى أبي بكر فقال : أنت خليفـةُ
[1] راجـع : ج 4 / 248 وما بعـدها ، من هذا الكـتاب .
[2] ج 4 ص 190 من شرحه للنهج [17 / 221] . منـه (قدس سره) .
[3] راجـع : ج 5 / 386 الأمر الثالث و ج 6 / 567 ، من هذا الكـتاب .
[5] ص 322 ج 6 [12 / 530 ـ 531 ح 35708] . منـه (قدس سره) .
وانظر : تاريخ دمشق 19 / 497 وجاء الخبر فيه محـرّفاً ; فلاحـظ !
[6] هو : أبو عبـد الله محمّـد بن زياد بن الأعرابي الهاشمي ، مولاهم ، النسّابة .
كان أحد العالمين باللغة ، كـثير السماع والرواية ، وكان من أحفظ الناس للّغات والأيّـام والأنساب ، وكان ربيب المفضّل بن محمّـد الضبّي ، صاحب " المفـضّليّـات " ، فأخذ الأدب عنه وعن الكسائي وغيرهما ، وأخذ عنه إبراهيم الحربي وثعلب وابن السِّـكّيت وغيرهم ، له تصانيف كـثيرة ، منها : الألفاظ ، تاريخ القبائل ، تفسـير الأمثال ، معاني الشعر .
كان أبوه عبـداً سـندياً ، وكان هو أحـول أعـرج .
قال عنه الذهبي : " كان صاحب سُـنّـة واتِّـباع " .
وُلد بالكوفة سـنة 150 هـ ، وتوفّي بسامـرّاء سـنة 231 هـ .
انظر : تاريخ بغداد 5 / 282 رقم 2781 ، وفيات الأعيان 4 / 306 رقم 633 ، سير أعلام النبلاء 10 / 687 رقم 254 ، البلغة في تراجم أئمّة النحو واللغة : 264 رقم 318 .