أبيه، قال(عليه السلام): " من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين، فليوالِ علياً وليأتمّ بالهداة من ولده "[1].

ويدلّ عليه أيضاً ما جاء عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في حديث صحيح يربط فيه بين الاعتصام بحبل الله تعالى وبين التمسك بالكتاب والعترة، فقد أخرج الحافظ اللالكائي (ت/ 418هـ) بسنده إلى جابرt، قال: خطَّ لنا رسول الله خطاً، فقال: ( هذا سبيل)، ثم خطَّ خطاً، فقال: (هذه سبل الشيطان، فما منها سبيل إلاّ عليها شيطان يدعو إليه الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيبه، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عزّ وجلّ فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة، وأهل بيتي أذكركم الله عزّ وجلّ في أهل بيتي، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)[2].

وهذا الربط بين دعوة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى التمسك بالكتاب والعترة، وبين دعوة الآية إلى التمسك بحبل الله تعالى، يفيد أنّ المراد من حبل الله تعالى، هو الكتاب والعترة، وكذلك يتضح من دعوته إلى التمسك بالكتاب والعترة، بعد تبيينه أنّ سبيل الهدى واحد، وما عداه من السبل فهي سبل ضلال، يتضح أن هذا السبيل الوحيد هو الكتاب والعترة، وهذه الدعوة من النبيّ (صلى الله عليه وآله) هي تأكيد وتبيين لقوله تعالى: { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ }

[1] شواهد التنزيل: ج1ص168 / 177، ينابيع المودة ، القندوزي: ج3 ص291 / 10، أمالي الصدوق: ص70 ، المجلس(5)، غاية المرام ، البحراني: ص11 في الباب 36.

[2] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، أبو القاسم اللالكائي، تحقيق الدكتور أحمد الغامدي، ج1 ص90-91، ح95، وقد علق محقّق الكتاب على الحديث في الهامش، قائلاً: >والحديث رواه أحمد: ج1 ص87 ، الفتح الرباني ، والمروزي في السنة: ح6، رواه ابن ماجة ـ موجزاً ـ /ح11/ وابن أبي عاصم في السنة ـ موجزاً ـ: ح16/ وقال الشيخ الألباني (حديث صحيح، إسناده ضعيف، رجاله ثقات، غير مجالد، وهو ابن سعيد، لكنه قد توبع كما في الطريق الثالثة، فالحديث بهما صحيح)، ويعني بالطريق هذا طريق ابن مسعود المتقدمة <.