responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 224

على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك)[1]، وإذا كان كذلك فقد تجتمع آيتان لكلٍّ منهما سبب نزول يختلف عن الآخر ووقت نزول يختلف عن الآخر، ولكن لحكمة ما يأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله بوضعهما في مكان واحد، وهذا الأمر ما أوضحه وأكثر الشواهد عليه، حيث إن الثابت أن أول سورة نزلت من القرآن تجدها في أواخر القرآن، وآخر سورة تجدها في وسط القرآن وهكذا الآيات، وخير شاهد على ذلك الآيات المدنية في السور المكية وبالعكس.

3 ـ الصدقة المستحبّة زكاة:

قالوا: إن الخاتم الذي تصدّق به أمير المؤمنين(عليه السلام) كان صدقة مستحبة، والزكاة تطلق على الصدقة الواجبة، ولم يكن عليّ(عليه السلام) يتوفّر على المال الذي يصل إلى نصاب الزكاة، لذا لا يستقيم المعنى على ما تذهبون إليه[2]

نقول: أولاً: القول بأنّها صدقة مستحبّة مجرّد دعوى بدون دليل، فأمير المؤمنين(عليه السلام) له من المال ما يمكن تحقّق الزكاة الواجبة فيه، فيكفي في ذلك ما يغنمه من الحروب الكثيرة التي شارك بها، وكذلك ما يحصل عليه من كدّه وعمله، وأُعطياته للفقراء والمساكين تدلل على ذلك، وأما ما عليه من الزهد والتقشف وضيق المأكل والملبس فهو يعكس حالة الزهد والإعراض عن الدنيا مع التمكن منها، وهو أعظم وأبلغ من حالة الزهد مع عدم التمكّن، وهذا ما يليق بشأن سيد الموحّدين أمير المؤمنين(عليه السلام)، وليس بالضرورة يدلّل على عدم التوفر على المال كما اشتبه ذلك على صاحب الشبهة.

وثانياً: لو تنزلنا وقبلنا أنّها صدقة مستحبة، فلا يمنع من تسميتها بالزكاة، لأن


[1] راجع: الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي: ج1 ص189 ـ 190؛ النوع الثامن عشر: في جمعه وترتيبه.

[2] تفسير الرازي: ج12 ص386 ؛ الوجه الأول، بتصرّف.

نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست