وإلاّ لو كان صحيحاً لما كان لغضب الصديقة الطاهرة من مبرر إلاّ أن يكون رفضت قول أبيها (صلى الله عليه وآله)، وهذا ممتنع بحقها؛ لأنّه لا يجتمع مع كونها الطاهرة المطهرة بنص القرآن [1]، وكونها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنّة، وأنّها بضعة النبي التي يرضى لرضاها ويغضب لغضبها [2] والكثير من

[1] وقد أوضحنا ذلك في بحثنا عن آية التطهير في مدخل الكتاب.

[2] إنّ فضائل فاطمة الزهراء عليها السلام ومقاماتها لا تحصى، ولا تحتاج إلى توثيق فهي موضع اتفاق المسلمين، ولكن من باب التذكير نقول: أخرج البخاري في صحيحه (3: 1347/ 3556) بسنده عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، قال: ( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني).

وأخرج الحاكم في مستدركه (3: 167/4730) بسنده عن الإمام علي(عليه السلام)، قال: ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)، وقال عنه: صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: ( رواه الطبراني واسناده حسن).

وأخرج الحاكم أيضاً في مستدركه (164:3 / 4721) بسنده إلى حذيفة(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( نزل ملك من السماء فأستأذن الله أن يسلّم عليّ لم ينزل قبلها فبشرني أنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة)، وقال عنه الذهبي: حديث صحيح، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (391:5/233377)، وقال عنه شعيب الارنؤوط: حديث صحيح.

وأخرج الحاكم في مستدركه (170:3/ 4740) بسنده إلى عائشة، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمّة، وسيدة نساء المؤمنين).

وأخرجه الطيالسي في مسنده (196:1/6951).

ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (468:12) في ترجمة فاطمة الزهراء عليها السلام، قال: ( عن جابر مرفوعاً حسبك من نساء العالمين أربع سيدات نساء العالمين، فذكرهن، وقال قتادة عن أنس مثله)، وأورد ابن عساكر في تاريخ دمشق (70 : 112)، بلفظ: (حسبك منهن أربع سيدات نساء العالمين فاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، وآسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران)، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (2 : 60) عن الشعبي عن جابر بن عبد الله.

وأخرج ابن حبان في صحيحه (15 : 401/ 6951) بسنده عن أنس عن النبي، قال: ( خير نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون )، وقال عنه شعيب الارنؤوط: حديث صحيح.

وأخرجه الحاكم في مستدركه(650:2/ 4160) بسنده إلى ابن عباس بلفظ: ( أفضل نساء العالمين.... وذكرهن)، وقال عنه: حديث صحيح، وصححه الذهبي أيضاً. \

وأخرجه الترمذي في سننه (5 : 703 / 3878) بسنده إلى أنس بلفظ: ( حسبك من النساء أربع .... وذكرهن، وقال عنه الألباني صحيح.