نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم جلد : 1 صفحه : 195
فدك الحق المهدور
من خصوصيات هذا الحق أن تأثيره لم يتوقف عند حدوده المالية، بل امتدّ على مساحات واسعة من الكيان الإسلامي نظراً لما أسّسه سلب هذا الحق من أصحابه الشرعيين من نتائج خطيرة مسّت الدين في أساسياته وجعلت الأمّة تدفع الثمن باهضاً إلى هذه الساعة.
فأن سلب هذا الحق أسس للتطاول والجرأة على أهل البيت عليهم السلام على خلاف وصية النبيّ (صلى الله عليه وآله) بهم، وأسس لإقصائهم وتغييبهم عن طريق تجريدهم من حقوقهم وما جعله الله تعالى لهم، وأسس أيضاً لمخالفة الكتاب والسنّة بلحاظ أن سلب هذا الحق جاء مخالفاً لصريح الكتاب والسنّة، وهناك تأسيسات أخرى ما زالت آثارها باقية إلى هذه الساعة، ونحن في مقامنا هذا لا نريد البحث في تفاصيل هذا الموضوع لخروج أغلب تفاصيله عن غرضنا، والذي يهمنا منها هو توثيق قضية فدك والإشارة إلى بعض نتائجها وملابساتها.
فدك نحلة الزهراء عليها السلام
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ( وأمّا فدك وهي بفتح الفاء والمهملة بعدها كاف، بلد بينها وبين المدينة ثلاث مراحل، وكان من شأنها ما ذكر أصحاب المغازي قاطبة أن أهل فدك كانوا من يهود، فلما فتحت خيبر أرسل أهل فدك يطلبون من النبيّ صلى الله عليه وسلّم الأمان على أن يتركوا البلد ويرحلوا)[1].