إنّ القصّة جاء بها القرآن فلا مجال للتشكيك فيها ، وذكرت الصحاح من هي المرأتان اللتان تظاهرتا ، وإنّما الاختلاف في من هي المرأة التي حسدنها ، فالبعض قال : حسدن زينب ؛ لأنّه صلىاللهعليهوآله شرب عندها عسل ، وأخرى حسد لأم سلمة ، وأخرى : لمارية ، والمهم أنّ الروايات كلّها تتضمّن حسدهما ، وغيرتهما ، والقصّة طويلة لم أذكرها مراعاة للاختصار ، فراجع الصحاح إن شئت [٢].
وروى الطبري في تفسيره بسنده عن ابن عباس قوله تعالى : ( إِنْ تَتُوبَا إلى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فإنّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) ، قال : ( صغت قلوبكما ) قد أثمت قلوبكما.
وعن مجاهد أنّ ابن عباس يقرأ : قد زاغت قلوبكما ، وهكذا عن سفيان.
وعن عبيد الله قال : إنّ الضحاك يقول : ( صغت قلوبكما ) أي : مالت قلوبكما [٣].
٢ ـ أنظر : صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، باب سورة التحريم ج ٦ / ٦٨ أفست دار الفكر ط استانبول ، و ج ٦ / ١٩٤ ط ١ الفجالة و ج ٣ / الميمنية بمصر ، سنن النسائي ج ٦ / ١٥١ و ج ٧ / ٧١ أفست على ط حيدر آباد ، صحيح مسلم ج ٤ص ١٨٩ ، دار الفكر بيروت ، وصحيح الترمذي ج ٢ص ٢٣١ط بولاق مصر ، ومسند أحمد : ١ / ٣٣ وتفسير الكشاف : ٤١٢٧ وغيرها ، وذكره أكثر المفسّرين في تفسير قوله تعالى : (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك).