responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 89

دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ فيه، من استقرائه للكلاب المهارشة عند التهارش، والحمام السبق لأترابهن، والقيان ذوات المعازف وضرب الملاهي تجده باصراً، ودع عنك ما تحاول، فما أغناك أن تلقى الله من وزر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه.. (إلى آخر خطابه(عليه السلام) معه)[1].

ولم يلبث معاوية بعدها أن احتال على المسلمين (بوسائله المعروفة) في أخذ البيعة لابنه يزيد،إلا أنّ الحسين(عليه السلام) امتنع من البيعة وبقي مصرّاً على موقفه هذا, حتّى بعد موت معاوية, وهو كان قد قال للوليد بن عقبة (حاكم المدينة) عندما دعاه لبيعة يزيد: (يا أمير إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل شارب الخمر، وقاتل النفس المحرّمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله...)[2].

فهذه الكلمات الّتي نطق بها الإمام الحسين(عليه السلام) والتي تنبض بروح الإسلام, وتجدها مضمخة بعبق العقيدة المحمّدية الأصيلة الّتي لا تتزلزل من سليل النبوّة، والتي يتراءى للناظر منها مصداقاً آخر من مصاديق عزّة الدين ومنعته، وأنّ الإسلام المحمّدي الأصيل ما زال ينبض بالحياة لا يقوى على قتله أو قهره أمثال معاوية أو يزيد المعلن بالفسق والفجور، وأنّ قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[3]، الّذي ربط خيرية الأمّة بدوام استمرارها على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون...}[4] ما زالت ـــ أي: هذه المعاني ــــ سارية المفعول في جسد الأمّة, وأنّها لن تموت ما دام في الأمّة الأئمة من


[1] اُنظر المصدر السابق 161:1.

[2] الفتوح لابن أعثم 14:5.

[3] سورة آل عمران: الآية 110.

[4] سورة آل عمران: الآية 104.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست