responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 82

ومن هنا ذكر الحافظ الحنفي في كتابه ((ينابيع المودّة لذوي القربى)) بخصوص هذه الأحاديث فيما أشرنا إليه سابقاً، وهو قوله:

((قال بعض المحققين: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده(صلى الله عليه وآله) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون علم أنّ مراد رسول الله(صلى الله عليه وآله) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلّتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأمويه لزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم؛ لأنّ النبي(صلى الله عليه وآله) قال: (كلّهم من بني هاشم) في رواية عبد الملك بن جابر، وإخفاء صوته(صلى الله عليه وآله) في هذا القول يرجّح هذه الرواية؛ لأنّهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلّة رعايتهم الآية {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[1] وحديث الكساء، فلا بدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته(صلى الله عليه وآله)؛ لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسباً، وأفضلهم حسباً، وأكرمهم عند الله، وكان علومهم عن آبائهم متصلاً بجدّهم(صلى الله عليه وآله) بالوراثة واللدنية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق))[2].

نقول: وقد تحققت مصداقية هذه الصفات المشار إليها في الأحاديث الشريفة المتقدّمة في الواقع الخارجي للأئمّة الاثني عشر من أهل البيت(عليهم السلام)، وبشكل ظاهر للعيان يمكن أن يدركه ويعرف كلّ من كان له بصيرة في الدين, فها هو الإمام أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) - وهو أوّل الخلفاء الشرعيين - في زمن الثلاثة الّذين سبقوه في


[1] الشورى: 23.

[2] ينابيع المودّة: 3: 292.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست