ونقل ابن بطال عن المهلب قوله: ((لم ألق أحداً يقطع في هذا الحديث - يعني بشيء معين - ))[1].
وقال أبو بكر ابن العربي: ((ولم أعلم للحديث معنى))، وهذا نصّ كلامه في شرح الحديث: ((روى أبو عيسى عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلّهم من قريش). صحيح, فعددنا بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) من ملك الحسن, معاوية, يزيد بن معاوية, معاوية بن يزيد, مروان, عبد الملك بن مروان, الوليد, سليمان, عمر بن عبد العزيز, هشام بن عبد الملك, يزيد بن عبد الملك, مروان ابن محمّد بن مروان, السفّاح, المنصور, المهدي, الهادي, الرشيد, الأمين, المأمون, المعتصم, الواثق, المتوكّل, المنتصر, المستعين, المعتز, المهتدي, المعتمد, المعتضد, المكتفي, المقتدر, القاهر, الراضي, المتقي, المستكفي, المطيع, الطائع, القائم, المهتدي وأدركته سنة أربع وثمانين وأربعمائة وعهد إلى المستظهر أحمد ابنه, وتوفي في المحرم سنة ست وثمانين, ثمّ بايع المستظهر لابنه أبي منصور الفضل, وخرجت عنهم سنة خمس وتسعين.
وإذا عددنا منهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان بن عبد الملك, وإذا عددناهم بالمعنى, كان معنا منهم خمسة: الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز!
ولم أعلم للحديث معنى, ولعلّه بعض حديث. وقد ثبت أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: (كلّهم من قريش)))[2].
ولا نريد هنا أن نستعرض كلّ من تعرّض من علماء أهل السنّة لهذا الحديث أو أراد أن يبدي رأياً فيه, إذ إنّ كلّ الآراء والمحاولات الّتي أبدوها باءت بالفشل في الوصول للتفسير الصحيح للحديث, وهم قد اعترفوا بذلك كما أشرنا إليه[3].