وقد يقول قائل: إنّ حديث الثقلين (الكتاب والعترة) معارض بحديث: (عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي, تمسّكوا بها وعضّوا عليه بالنواجذ).
نقول: إنّ المتتبع لسند هذا الحديث يجد فيه جملة من المجروحين المطرودين عند نقّاد أهل السنّة ورجال الحديث, فقد رواه أبو داود في سننه بهذا السند:
((حدّثنا أحمد بن حنبل, نا الوليد بن مسلم, نا ثور بن يزيد, حدّثني خالد بن معدان, حدّثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن ساريه...))[1].
ويكفي أن تطّلع في رجال هذا السند على حال اثنين من رجاله فقط, وهما: ثور بن يزيد, والوليد بن مسلم.
أمّا ثور بن يزيد فهو من المنافقين لبغضه عليّاً (عليه السلام), قال ابن حجر العسقلاني: ((وكان جدّه قتل يوم صفين مع معاوية, فكان ثور إذا ذكر عليّاً قال: لا أحبّ رجلاً قتل جدّي))[2]. وقد صح الحديث عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: ((لعهد النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق))[3]. وقد ذمّه مالك والأوزاعي وابن المبارك[4].
وأمّا الوليد بن مسلم, قال الذهبي: ((قال أبو مسهر: الوليد مدلّس, وربّما دلّس عن الكذّابين)). وقال: ((قال أبو عبد الله الآجري: سألت أبا داود عن صدقة بن خالد