الجامي صاحب فصوص الحكم، وعبد الرحمن الكرماني رئيس الأحناف بخراسان وصاحب شرح التجريد، وشيخي زادة صاحب كتاب مجمع الأنهار، وأحمد بن عامر المروزي صاحب مختصر كتاب المزني، وسهيل بن محمّد السجستاني صاحب كتاب إعراب القرآن، ومحمّد بن إدريس أبو حاتم الرازي الّذي يعدّ بمستوى البخاري، وأبو إسحاق الشيرازي صاحب كتاب التشبيه.
وعبد الله بن ذكوان أبو الزناد عالم المدينة بالفرائض والفقه وممّن روى عنه مالك والليث، وأحمد بن الحسين شهاب الدين الأصبهاني صاحب كتاب غاية الاختصار، ويعقوب بن إسحاق النيسابوري صاحب المسند الصحيح المخرج على كتاب مسلم بن الحجاج، وأحمد بن عبد الله أبو نعيم صاحب الحلية، وابن خلكان صاحب وفيات الأعيان، وأحمد بن محمّد الثعلبي المفسّر[1].. وغيرهم كثير كثير.
فالفكر السنّي و(السلفي) خاصة بكلّ أبعاده مدين للفرس ومصبوغ بالفارسية وحتّى محمّد بن عبد الوهاب - إمام الوهابية - تربى ونشأ وتثقف على أيدي الفرس وكانت تربيته وثقافته بين كردستان وهمدان، وأصفهان وقم كما نصّ على ذلك جماعة[2].
فـ (المتمسلفون) حين ينبزون شيعة العراق باتّباعهم للفرس حالهم كحال هذا الشخص الّذي قيل له: لماذا تبدلون حرف الذال بالزاي والقاف بالغين في نطقكم؟ فقال: كلا (نحن لا نغول زلك)!
ولعل الأمر الّذي غاب عن هؤلاء معرفته أنّ الفرس كانوا لسبعمائة عام من أتباع مدرسة الخلفاء، وأنّ دخولهم للتشيّع إنّما كان في مستهل القرن الثامن الهجري وليس قبله.